سُباتُ الفِكر
شعر/ فؤاد زاديكى
لقد نَتّفْتُمُ التّاريخَ نَتْفَا ... تفانيتُمْ تخاريفًا و حَرْفَا
عنِ المعقولِ بالَغْتُمْ بقولٍ ... و أوصافٍ حوتْ ما جاءَ سُخْفَا
تفاخرتُم بما ليسَ افتخارٌ ... بهِ و النّحوُ لا يزدانُ صَرْفَا
جعلتُمْ مِنْ مخازي الغزوِ فخرًا ... و مِنْ عارٍ لكمْ مجدًا و سَقْفَا
و لو عُدتُم إلى رُشدٍ قليلًا ... لِماضٍ, و الذي قد فاقَ وصْفَا
مِنَ الإسفافِ في معنىٍ ركيكٍ ... أضلّ النّاسَ حيثُ اختلَّ عَزْفَا
لبانَ النّورَ مجتازًا ظلامًا ... و جاءَ الحقُّ لا يهتزُّ خَوفَا
فلا أنتمْ بحثتُمْ عن أصولٍ ... و لا جئتُم لها نقضًا و نَسْفَا
لأنّ الجهلَ أعماكمْ عقولًا ... فأبقى الوهمَ مَوروثًا و عُرْفَا
أعيدوا نظرةً في ما لديكمْ ... مِنَ الموروثِ كُلًّا ليس نِصْفَا
و لا بعضًا, و هذا ما مُفيدٌ ... فلا تَبقوا وراءَ الجهلِ صَفَّا
بناءُ المجدِ باستبصارِ حالٍ ... بإنقاذٍ لها عِلْمًا و عَطْفَا
كثيرٌ مِنْ خرافاتٍ لديكمْ ... تخطّتْ منطقَ الأحداثِ خَطْفَا
فنالتْ مِنْ حظوظِ الوعيِ فيكمْ ... كأنّ المُقتضى يرتادُ حَتْفَا
أعيدوا مرّةً بلْ ألفَ أُخرى ... مِنَ المَرّاتِ تحقيقًا و كَشْفَا
بلوغُ الشاطئِ المضمونِ أمنًا ... إليهِ لا أرى نحتاجُ عُنْفَا
يُريكمْ ما بأوهامٍ لجهلٍ ... و ما يأتي ضلالاتٍ و عَصْفَا
بقاءُ الصّمتِ في خِزيٍ خَجولٍ ... هروبٌ ما وَقى وَضْعًا و أشفَى
تَحَرّوا, غَرْبِلوا ما في تُراثٍ ... فلا يحتاجُ هذا الأمرُ لَفَّا
لأجلِ اللهِ, هُبّوا مِنْ سُباتٍ ... و ما في نحوِ هذا مِنْ مُقَفَّى
سُباتُ الفكرِ مُعْدٍ ما مُعينٌ ... لِمَنْ في حلمِ أوهامٍ تخَفّى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.