رثاء للحسناء / خاطرة بقلم وليد الصفتي
رثاء للحسناء
ليس الدمعُ وإن فاضَ غَـرْغَرَاْ
بضيقِِ صدري وحُزني مُغيرَاْ
يا هَــادمَ اللــذاتِ مهـلاً ريثمـا
آراك جِئــــْتَ بِمَـــوْتِهَا مُبَكْـرَاْ
فِــي رَيْعَـانِ الصِبَـا كَـانـَتْ لنا
فــَرَاشَــةً حلْــوَةً لِمَــــنْ يــرَىْ
لِمَاذَا صَـــدِأ وَجْهُهَــا مُسْـــوَداً
بعـــدمــا قَـــدْ نَمَــا وَاِزْهَــــرَاْ
الْتَفـَت يَـــــدُ الْمَــوْتِ تُطَــوِّقُهَا
فِــي يَوْمِ كان غابــــرُ اغبـــرَاْ
روحُهَا فِـي سَكْـــرَاتِ نَازِعَات
كَــــ هَشِيـمِ يَغْتَـــالُ الاخْضَـرَاْ
ياسمِينُ قلبي بالبياضِ مكفــــنُِِ
والعقلُ من هولِ الخطبِ خُدْرَاْ
وَجَيــــــــِش الْفِكــــر مُحَاصِـر
عقلـــــــــي إن لاحَ وَفَكْــــــرَاْ
بِـــلا زَادٍ رَحَـلْـتْ لِتفِيـــــــضَ
اِدْمَــــعُ الْعَيْـــــنِ اِنْهَـــــــــــرَاْ
وَيْلِــــــي قـــد آنَ أوانُ حَمْلِهَــا
فوق الكتافِ لِتُدَس فـــي الثرَى
وَعِنـــْدَ مَحْمَلِهَا آلَــمٌ يُلَثْْمُنــــِي
وَكَادَ يَنْفَطِـــرُ الايْسَـــرُ ايسـرَاْ
لَـــمْ تَهْنَأ مُقْلَّتِي رَاحَــة وَمـــنْ
مَــدْمَعِي بِـــتُّ اِسْقِـي الثَّـــرَى
لِكَأَنَّ مَجْــرَى الـــدمـوع عَلَــى
خَـــدَّاي سَيــلٌ بالهمــوم تَفَجّـرَاْ
وَمَا كَــادَ ذَاكَ الــدمْـعُ يَصِـــــلُ
لِلَحْيَتِي مِـنْ حـرِ وجنتاي تَبَخرَاْ
فَأَيْقَنْتُ بِأَنّــه هَــالِــــــكٌ فِـــــي
طُــوفَـان الْـوَجِيعَــة وُ كَـــــدّرَاْ
مَرَرْت عَلَى الْحُضورِ بِكُؤُوسٍِ
مِــنْ دَمْـــعٍ قــد سَـالَ وَتَقَطّــرَاْ
غِبْتُـــــــمْ فَ إكْتَحَلْنَـــا بِالْعَمَـى
وَضِيَـــاءُ الْعَيْـــنِِ لَـــنْ يُبَصـرَاْ
أَشَكْوُ الإلَهُ مَُـــــــــرَّ تََـــوَجُّعِي
فِــي صَحْوِي تارة وَفِـي الْكَرَىْ
ذَابَ قلّبـــي بِالشُجُونِ مُعَــــذِّباً
وَصْبِــرُ الصَّبـر يَحْتَاجُ تََصَبُرَاْ
دُرُوْبُ الأُلْفَةِ بَاتَــــتْ مُظْلِمَــــة
وَكُــــلّ الْخُطَـى يُسَيـــــِرُ لِلُورَاْ
تَتَسَــــاْئَلُ نَفْســي بَيــْنَِ حِيـــــن
وَحِين أحْق اُصْدُق مَا جَـرَىْ ؟
من يُوقظُ الصبــح البهيج عني
ويشْدُو هَدِيْراً رَخِيْمَاَ عَلَىْ القُرَى
سيـرَتُهَا كَــ الْْمَاءِ صَفْـــوَاً وَإنْ
افْــــق تَكْــدَرَ الْمَــــاءُ وَعَكِــرَاْ
وإِذَاَ قَاْبَلَنِـــــي رِيِْحُهُــــا تــارة
طيبُ مكْــرَمِهَا فَاحَــــت عَنْبَرَاْ
عَتَبــي عَلَىْ الأقْــــدَارِ لَيْتَ أن
الأعْمَار كانت تُبَاعُ وتُشْتَـــرَى
هِــيَ الـدُنْيَا إنْ طَاْلَت وَلـــت
مَهْمَا طَــاَلَ الْعُمْــر او قَصْــرَاْ
الناسُ فِـي الــدنيا كَحبةِ فَاْكِهَـة
تَنْتَظــــرُ دَوْرُهَا حَتَى تُعْصَرَاْ
عَفَوَا آلْهِي إن هَجَـــا او جَامَـل
قَلَمي مَنْ فيضِ وجـعِ وَسَطْـرَاْ
فَأَنَا السَّقِيمُ بِبَعْـــدهَا عني وَإنِي
الْمُثْقَلُ بِالذَّنْبِ الَّذِي لَنْ يَغْفِـــرَاْ
وليد الصفتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.