أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الموت..لا ياتى غدا بقلم القاص / محمد الليثى محمد

الموت..لا ياتى غدا
وأنا على ألسلمة الأولى ..أحس بالليل يدخل باب العمارة .. أتوقف وحدي الملم أجزائى المبعثرة .. من نهار مريض لا يمنحني رفات الفرح.. أتخيله يمر من حولي..يسبقني إلى باب شقتي ..أدير الباب في المفتاح ..والمفتاح في الباب ، يدخل بعدى.. يحتوى الشقة..اعافر حتى احصل على مفتاح النور ..النور داخلي لا يعمل..النور في الخارج يقاوم.. في أن يطرد الليل إلى خارج الشقة ..أدور بين جنبات نفسي ..أبحث عنى ..ادخل غرفة نومي.. أخاف أن اخلع ملابسي..ماذا لو داهمني الموت ..هل أبقى عارية في مواجهة عيون الجيران .. اشتاق أن اخلع ملابسي.. و أدور عارية في أرجاء الشقة،ربما هذا الحلم بعيد المنال .. أنا محبوسة ما بين الفضيحة والموت ..أنا لا أخاف الموت ..الموت ينتظرني في الشارع ..أتبينه يقف في ناصية الشارع .. نفسي اخرج إلى البلكونة أشاهده.. اسلم عليه ..يأخذني معه إلى اى مكان ارحم من هذا المكان .. من خلف الشيش يبتسم ويشير ألىّ .. أغلق الستارة جيدا.. لكنى برغم ذلك ، أخاف أن ابتلى بالفضيحة.. في اعتقادي أن الفضيحة أصعب من الموت..كيف يراني الآخرين معلمة مكشوفة الساقين ..ستكون فضحية تتناقلها الألسن.. السيدة الفاضلة مربية الأجيال وجدوها ميتة وهى تلبس قميص نوم احمر.. أين كان عقلها الم تعرف بأنها تعيش وحدها ..الم تتأكد أن العرسان قد غادروا سفينتها ، من زمن طويل .. أما كان عليها أن تلبس ما يسترها..أدور في الشقة.. كل الأشياء في مكانها لم تتحرك من زمن ..حتى ذرات الترب لا تتحرك .. مازالت قابعة في كل مكان.. افتح الثلاجة ..لاشيء بها يشجعني أن امسك به ..الليل يتحرك معي.. لا اعرف لماذا أخاف الظلمة ؟ .. ظلمة الليل ترعبني .. وظلمة القلب.. أي قلب قلبي أنا لم يفتح لأحد ..كنت أريد عريسآ مناسبآ ..حدثتني عيون كثيرة ..لكنى لم تجرؤ اى منها على النفاذ إلى داخل ملابسي ..كان الجسد محبوسا.. خلف دور المعلمة .. الأخت.. لكل من يعرفني.. معلمة لها احترماها المفروض، عرفت أسرار كثيرة لكنى لم أجرب أي من أحلامي ..وحدي أخاف الظلمة ..الموت..والفضيحة .. بينهم أقوم بالليل من نوم قلق ..لا يمنحني أحلامآ أو كوابيس ..أنما فضاء واسعآ.. رماديآ.. لا يتحرك ، وجه مغلق، و جسد ينام على جهة واحدة..اصحوا دائما في نصف الليل.. انظر من شباكي واطمئن أن الموت مازال يقف على الناصية .. البس ملابس محتشمة..جلباب مغلق .. وأخر حتى الرقبة وثالث ورابع وخامس..وفى النهاية جلباب اسود يلم كل الألوان.. يدخلها داخله لا يفصح عنها .. ويدافع عن وجودها.. في الليل يفرغ الدولاب ملابسه ..وفى النهار أعلق الملابس داخلي..في الظلمة وأنا أضيء ما أشاهده .. قررت أن أتفحص موتى ، عن قرب..وحدي وبيد مرتعشة تغزوها عروق العمر.. افتح شيش الحياة .. بخوف العروسة..أمد بصري فى المدى ..جسدي في الداخل يمسك بالظلمة.. تلمه.. تخفيه..أنا لا اصدق ذلك لقد كان هنا ..ابحث عنه بين الأماكن ..بصري لا يصدق ..أين هو ؟.. يمكن أن يكون ، قد ذهب إلى آخر الشارع .. هناك مقهى يسهر حتى الصباح. ..سوف انتظره...جسدي يغريني أن اخرج في البلكونة ..الموت ذهب ، ليستريح قليلا .. لن ياتى مسرعا ..سوف يأخذ وقتآ حتى يصعد إلى الدور الرابع.. وأنا سوف أتحرك بسرعة..أمد راسي لا شيء هناك ..الشارع تقطعه لمبات متناثرات ، جالسات على أبعاد غير متساوية ..الهواء يلامس راسي بلطف ..أول مره اشعر بذلك الإحساس ..شجعني جسدي أن اخرج داخل البلكونة ..الهواء يحمل نسمات البحر ..الجلباب الأسود يقاوم في أن يبقى ، يحتوى باقي الألوان .. والألوان تخرج حينآ وتختفي حينآ آخر ..الهواء يدفعها يمينآ و يسارا.. الألوان تتقلب بفرح ..الجسد يصرخ يقاوم ..ينثني ..يستقيم .. الهواء يدفعني أن أتخلص من مشاكلي .. من ملابسي ..الثوب الأسود بدا ثقيل جدآ ..الجسد يتململ .. الألم يتحرك بعيدا .. يرمى بالجسد إلى أيام الطفولة ..الجسد وحده ينطلق الى شاطئ البحر.. يطير بين الموج.. الذي يلمسه بحنان الأم ..وحدي وبفستان قصير أطير بين عيون الناس والجيران ..يوقفني الجلباب الأسود ..يشدني إلى داخل ذاتي.. ادخل لا أراني.. امرأة عجوز تهرب من الليل.. الموت يتربص بها كل يوم.. المكان ليس غريب علىّ ..اعرفه ولا يعرفني ..مساء الخير يا موتى ..برغم اننى لا أراك.. ألا انك تعيش داخلي خذني إليك..وأنا في وعىّ.. لا تاخذنى وأنا نائمة ..ارفعني من عذابي ..احملني على أربع وارسلنى إلى ظلمتي الابديه.. لا تتركني في الشقة انتظر صعودك..الجلباب الأسود يضغط كثيرا على ..أنا لا أتحمله.. سوف اخرج منه ..هو لا يريد أن يخرج منى .. يتمسك بى ..جسدي يراوغ في الخروج.. اشق الجلباب الأسود ..صوت الجلباب وهو يتمزق ، اعجبنى ..هو كصوت موسيقى الخروج إلى الحياة ..الجلباب الثاني يسقط ..ثم الذي يليه ..ثم ..ثم ..أخيرآ قميص النوم حر طليق في فضاء الغرفة ..السرير يتقلب في.. وأنا ارقص وحدي.. الغرف حياه ادخلها لأول مره.. الاغانى في كل مكان... اسقط على سريري ، من التعب.. أنام وحدي.. احلم بالعريس اطفالى ينتشرون في أرجاء الصالة.. العيون تتعلق بى ..والأجساد الصغيرة تتحدث ببراءة الأطفال كلام كثير يسعدني.. أن أجيب عن الأسئلة الأولى.. البدايات في الأشياء .. الملم مشاغبات كثيرة ..الأماكن في الشقة تتحرك.. كل يوم في مكان جديد... تتناقل ..تتبدل.. المكان كله حياه.. حياه أخرى لا اعرفها..البحر والمدى الواسع يحتوى ما تبقى منى ..صباح الخير ياموتى..
بقلم القاص / محمد الليثى محمد
أسوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.