وفار التنور بقلم . شحات خلف الله

وفار التنور
بقلم . شحات خلف الله كاتب ومحام
التنور هو نوع من الأفران الطينيه تعرفة معظم الثقافات والحضارات منذ فجر التاريخ وما زال موجوداً حتى اليوم وكان وروده فى القرآن الكريم وتحديداً فى خواتيم سورة هود سبباً رئيسيا جعلنا نردده دوما على ألألسن فقد قال سبحانه وتعالى ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) لتكون العلامة وأشارة الإنطلاق للخروج من حياة الشرك لسيدنا نوح من قومة والإذن بالإنطلاق فى رحله بحرية مع كل أنواع الكائنات فى هذا التوقيت .

سبب تسمية المقال بهذا الأسم لم تأتي من فراغ بالنسبة لى حيث إنها لديها من الرهبة فى النفس البشرية كون المتحدث رب العباد والمعجزة عظيمة فقد خرج الماء من هذا الفرن الطينى وهو فى حالة من الفوران والغليان ما يجعل الأبدان تقشعر لمجرد تخيل الموقف وهى لحظة حاسمة فى تاريخ نبي من الأنبياء تعرض فيها للإهانة والسب بإقزع الألفاظ واتهموه بالجنون وفقدان البصيرة كونه يقوم ببناء سفينة فى وسط صحراء قاحلة لم ترى الأمطار
لكن قدرة الله تجعل من الأمطار طوفان عظيم .
فار التنور متى نقولها وقد ضاقت بنا السبل والحياة وارتدت أرواحنا التعاسة والشقاء والجمتنا الذنوب والمعاصى والأثام وفقدنا الأخلاق وأصبحنا كالأسماك الكبير منها يأكل الصغير .
أما آن الأوان لنقول ها هى العلامات ظهرت فقد فار التنور لنا عندما تنتهك مقدساتنا وتنتهك أعراضنا وتأفل غيرتنا ويظهر الذكور وتندثر الرجال .
فار التنور فقد أصبحت النساء كاسيات عاريات وأسنمة البخت فى الشوارع والطرقات .
فار التنور بكثرة الإبتلاءات فى الأموال والأعراض والأولاد والصحة .
فار التنور ولم نرى سفينة الطوفان المنجيه فقد أصبحنا ننتظر الطوفان دون أى أعداد مسبق للخلاص من الهلاك والدمار .
فار التنور يا قومى ونحن لاهين عابثين متفرجين ولم تعد هناك سفينة ولا صالحين .