وسار إبراهيم عليه السلام في طريق عودته ، وتركهما (عليهما السلام ) في وادٍ ليس فيه زرع ولا ماء ولا بشر.
وظلت هاجر علي مامعها من جراب التمر وسقاء الماء حتي إنتهيا ، ولم تدرِ ماذا تفعل ؟
وماذا تفعل المرأة في مثل هذه الأحوال؟... لاسبيل لها ولا مخرج .
تحركت هاجر عليها السلام بمشاعر أم ، وقلب مؤمن ، تبحث عن طعام وشراب لإسماعيل ولها...نظرت عن يمينها فلم تجد ونظرت عن شمالها فلم تجد...بدأت تنظر إلي السماء وتتوجه بالدعاء إلي الله جل في علاه... ولم يكن هذا إلا اختباراً منه سبحانه وتعالي لهاجر عليها السلام لترتقي بإيمانها ، فالقادم أصعب ! وتحتاج فيه هاجر إلي عقيدة سليمة تستجلب بها الفتح من الله سبحانه... فرأت سراباً وكأنه ماء عند جبل الصفا ؛ فهرولت إليه فلما وصلت إليه لم تجده شيئاً ...دارت بنظرها يمنة ويسرة فلمحت هناك عند جبل المروة سراباً وكأنه ماء ؛ فهرولت إليه حتي اذا ماوصلت هناك لم تجده ماءً...لكنها بحس المؤمنة تعلم تماما أن الله لن يتركها ؛ فيتجدد عندها الأمل .
وهكذا ظل الأمل يتجدد في سبع مراتٍ بين الصفا والمروة في كل مرة تشعر فيها أن الله سيخرجها مما هي فيه ويرزقها ماءً وطعاماً هي وولدها ، وهناك إسماعيل بالقرب من قواعد البيت الحرام يبكي تألما من الجوع والعطش ؛ وهنا جاء الفتح من الله الذي يملك أمر كل شئ ؛ فبيده الرزق وبيد ه مقاليد كل الأمور سبحانه.
لم يخرج الله تعالي الرزق لهاجر عليها السلام تحت قدميها لتمام وصول الفائدة العقائدية لهاجر عليها السلام ، ولتعلم أن الله جل في علاه علي كل شئ قدير ، خرج الرزق هناك من بين يدي وتحت أقدام إسماعيل الطفل الرضيع الضعيف الذي لايملك سعياً كأمه ولا يملك إلا التوكل الفطري علي الله جل في علاه ، حتي لاتظن هاجر عليها السلام أنها هي من دبت الأرض بقدميها فأخرجت الرزق من تحت قدميها ، لا ، فهاهو الرزق يخرج من يدي وقدمي مخلوق ضعيف ؛ لايملك من أمره شيئا...إنها قدرة الله عز وجل .
إنتبهت هاجر عليها السلام إلي صوت يندفع فنظرت يمنة ويسرة ، ثم نظرت إلي مكان إسماعيل عليه السلام حيث وضعته ، فوجدت الماء ينبع من تحت قدميه ، سارعت تجري إلي هناك...
ترى هل هو سراب أيضا مثلما رأت عند الصفا والمروة ، أبداً فقد وجدته ماءاً فعلاً يندفع بقوة ،ونظراً لحساسية الموقف وخوفها أن يضيع الماء سدى أخذت تحيطه بيديها وتضمه إليها وهي تقول زم زم ( أي بمعني ضم إلي ولا تتهدر) سبحان الله فجر لها بئراً خرج منه الماء عذبًا رائع الطعم وكأنه حليب طازج .
لم تدر هاجر عليها السلام أن هذا الماء كان لها سقاءً وغذاءً ، فقد كانت فيه كل مقومات التغذية التي يحتاجها جسم الإنسان .
وهكذا عاشت هاجر ومعها إسماعيل عليهما السلام في نعم الله وفضله ، يتنعمون بنعمته حتي فاجأهم إبراهيم عليه السلام بزيارة غير متوقعة وجاء إلي هاجر عليها السلام بطلب هو الأغرب من نوعه والأعجب في شكله ، جاء إليها إبراهيم عليه السلام يطلب ولدها للذبح...!
يالهول المفاجأة المدوية !
أهم الاخبار
الاثنين، 13 فبراير 2017
إبراهيم الخليل وذريته عليهم السلام...7 رؤية جديدة لحدث جلل قديم بقلم عصام قابيل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.