الجمعة، 26 أكتوبر 2018

حارس النوم بقلم: محي الدين أمهاوش


حارس النوم
...........................
دخلا المغارة 
وحدهما
هو وكلبه
فناما في الظل
إستهواهما
سلبهما
شبعا النوم 
وشبع النوم منهما
ولم يفيقا
ماتا في النوم
من شدة وطول النوم..
في المغارة
توقف الزمان والمكان
وخارج المغارة
صال وجال الإنسان
ودار التاريخ دورات
والنائم في ظل المغارة 
خارج فعل التاريخ..
وفجأة إستيقظ الفتى 
إستأنس بضوء النهار
المنبعث من فتحات
جوانب المرقد
لمس كلبه 
حركه قليلا
فانتبه بدوره 
إتجه صوب باب المغارة
يتبعه كلبه
في الخطوة الأخيرة 
قبل الخروج 
توقف
صعق
وهو ينظر حوله
يرى من وما 
بالخارج
حياة لم يعهدها
تساءل:
كيف سيجاريها
يعيشها؟
كل شيئ من حوله
صار عملاقا
الإنسان والبيئة والحضارة
إلا هو وكلبه
فقد ظلا أقزاما ..
أصابه الرعب
عاد إلى الداخل
حيث كان يرقد
وهناك ..
لم يسلم من الصعوق
مرة أخرى
وجد في الظل
جنب مرقدهما
شخصا آخر 
غريبا
ما يزال راقدا
لم يراه ولا يعرفه
أو كما يبدو له..
تكالبت عليه الأسئلة 
ونهشته الهواجس
لم يخلصه منها
سوى صوت مناد
غير بعيد
قائلا في غضب:
!ويحك ألم تتعرف عليه
إنه حارس نومك
أرديته قتيلا
بعد موتك في النوم
وبالنوم
بطول انتظارك
أن تصحو فما فعلت..
ألا سحقا لكم
لموت نومكم جميعا
أنت وكلبك ورفيقك..
.................................
بقلم: محي الدين أمهاوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.