أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الأربعاء، 1 يونيو 2016

نبع الحنان.." نونا محمد"

قصة ( نبع الحنان ،، أمي )
،
ولم تعد ذاكرتها تحمل من القصص سوى العتيق منها ،، لربما هي بداية درب الشيخوخة
ونظرت لتلك العروق النافرة من بين تلابيب بشرة يدها المتجعدة كأيامها ،،
ولبعيدٍ،، بعيد رحلت بها صورها حاملة بقاياها المتأوهة على مقاعد السنين وقليلاً قليلاً إكتملت
ملامح مشهد لا ولن تنساه تكتسي تفاصيله ببياضٍ متناثر مابين طلاء الجدران وفراشاً في المنتصف
ترقدُ عليه أنفاساً متلاحقه تتحشرجُ في صدرٍ تعب لجسدٍ جاثمٍ يتنازعُ شهقات الحياة ،،
وسكون ضجيج الوقت برائحةِ الخوف المغلفة برائحة الموت ذاك الشبح المنتظر على حواف نافذة النهايات
" ،، عملنا إلي علينا والباقي على الله ،، أدعولها مسألة وقت هي بين يدي الرحمن ،، !!!
كلمات تدافعت من حنجرة الطبيب المتمرس على إيصال خاتمة الحكايات لأهالي مرضاه ببرودةٍ أشبه
بقطع الثلج المتراكمة في كأس الشراب الراقد بصمتٍ مابين أصابعها ،،
هل سترحل عنها حقيقةً ؟ أهذا هو شعور مرارة اليتم والضياع برحيل الروح منا ؟ أهكذا يجف نبع الحياة
بداخلنا بهجرة غمامة الرحمة من سماء مدننا ومن زوايا أوطاننا ؟؟
أمي ،، همسة توقفت على حافة شفتها لم تقوى أن تقلها بصوتٍ عالٍ تجمدت حبالها الصوتيه تهاوت دنياها
لن تقلها بضحكةٍ متراقصة على سعادةِ طفولتها وهي تعدوا بلهفةٍ لأحضان ملاذها الأمين ،،
لتحتويها بدفء ذراعيها وبحنانٍ تطبعُ على وجنتها الصغيرة قبلة بلذةِ الشوكولا التي إعتادت أن تلملمها
بأصابعها من على حواف كعكة عيد ميلادها ،، التي كانت تفاجأها بها أمها بشموعٍ تتلألأ بعدد سنينها،،
كم كانت شهية الطعم برقةِ قلبها وعذبِ تسامحها وطيبتها ،، سيدة قلبها صديقة برائة طفولتها ،، ورفيقة أسرار
مراهقتها ،،
ماما أنا خايفة،، خليكي جنبي ،، !! لاتخافي حبيبتي ربي حيسهلك ولادتك إنتِ بس إقري آية الكرسي وأتوكلي
على الله !!
أسمتها ناديا ،، على إسمها وصارت حبة القلب وإبتسامة دنياها أوليست تحمل طيب رائحتها بعطر العود
المتناثر مابين خصلات شعرها ،، أمي !!
وتنهدت بعجز وأغمضت عينيها على عبرات ذكرياتها ليتها لازالت ترقد في حجرِ أمها ،،،
ماما ،، ماما ،، بسم الله عليكي مالك إنتي طيبة ،، ماما؟؟ وإهتزت رأسها فجأة وضجت كل عضلة بذراعها
من شدة الألم ،،
وإستيقظت فزعةً على عينين إثنتين تنظران لها ببريق خوفٍ رهيب وعشر أصابع تمسك بذراعيها تهزها
بعنف الصدمه ،،
بسم الله ،، بسم الله إيش في مالك يابنتي وقفت قلبي من الخوف ،، !!
ناديا صورة مصغرة لست الحبايب أمها ،، بعطفها وقلقها الدائم وسرعة إنفعالها وشدتها بعنف محبتها
لأحضان صدرها وهي تنتحب باكية ،،
خوفتيني ياماما ،، أفتكرتك لاسمح الله حصل ليكي شي،، بس الحمدالله ،، الحمدالله ،، !!
وأغمضتْ عينيها المتشاكية ذكرى بأعماق أيامها الستين أبداً لن تموت ،، وإبتلعت آهة وجعٍ تنادت
من قلبِ ذكراها هي ،، نبع الحنان ،،، أمها .
،
بقلمي ( نونا محمد )
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.