قصه قصيره بعنوان أهلك لتُهلك
بقلم سيد عبد المعطي
..... تصيح الأم بصوت عال منادية علي إبنها سيف ذلك الطفل الذي لم يتجاوز العشر سنوات فيصيح سيف غاضباً أُتركيني يا أمي سوف العب مع إبنة عمي علي جهاز الكمبيوتر فتصيح الأم مرة ثانيه أترك إبنة عمك وشأنها فهي في السنه النهائيه للثانويه العامه والإمتحانات علي الأبواب فيضحك عمّه ويحتضنه ويقول أُتركيه سوف العب معه أنا وفي نهاية الليله سوف ينام معي فهو إبن أخي الوحيد وأنا لم أُنجب أبناء وهو بمثابة إبني ،وبعد عدة أشهر يرحل العم عن الحياه ولم تنتظر زوجته قضاء عدتها فتأخذ إبنتها سوسن متوجهه الي بيت أبيها بمصر الجديده وبدأت في بث سمومها في عقل إبنتها سوسن بأن تقوم بقطع علاقتها بعائلة أبيها فهم يسكنون في حي شعبي وليسوا من مستوي عائلة جدك المرموقه، وإن أردتي الفوز بشاب من مصر الجديده عليكِ بتغيير حالك للأفضل فبدأت الفتاه بإرتداء الملابس االقصيره وأصبحت فتاه متبرجه ونصحتها بعدم الرد علي تليفونات أي أحد من عائله أبيها وطوي صفحة الماضي .
..... مرت الأيام والسنين ونسي كل واحد منهما الآخر ..وبعد خمسة عشر عاماً وبالتحديد في مطار القاهره الدولي يقوم ضابط المطار بتفتيش حقيبة إحدي السيدات سيده في منتصف العقد الثالث من عمرها فيقوم ضابط لمباحث بإخراج كميّه كبير من الكوكايين مخبأه في الجيوب السريه للحقيبه فتنهار السيده وتقسم إنها لا تعرف شيئاً عن هذه الأشياء فيصيح الضابط لا فائده من الإنكار فهذه القضيه مكتملة العناصر فالإنكار لا يفيد، ويأخذ االضابط جواز سفرها ليقوم بتحرير محضر بالواقعه وعندما ينظر الي إسمها يتغير لون وجهه ويصمت لمدة عشرة دقائق وبعد ذلك ينظر الي السيده ويأمرها بالجلوس ويطلب لها فنجان قهوه ويقول لها إنّ موقفك سئ جداً فتنفجر في البكاء فيربت علي كتفها ويقول لها إهدئي وإحتفظي بالهدؤ وإشرحي لي كل ما حدث قبل عودتك .
..... إسترجعت الفتاه ذاكرتها وقالت إن زوجي قام بحجز تذكرتين لي وله لنعود من قبرص الي القاهره وقبل السفر بيوم واحد جاءه إتصال هاتفي بأنه لظروف طارقه سوف يمكث في قبرص لمدة أسبوع وقام بتجهييز حقيبتي بنفسه وقبّل رأسي معتزراً وقال لي سافري أنتِ وسوف الحق بكِ بعد أسبوع .
..... علي الفور أخرج الضابط هاتفه المحمول وإتصل بوكيل النائب العام شرح له كل ما حدث ووضع خطه عرضها عليه لإثبات براءة هذه السيده المسكينه فوافق وكيل النائب العام بشرط ان يكون ذلك علي مسئوليته شخصياً .
..... نظر الضابط الي السيده وقال لها لا تغلقِ هاتفك المحمول فسوف يتصل بكِ زوجك ليطمئن عليكِ ويطمئن علي الحقيبه وما تحتويه فإحتفظي بهدؤك وإضحكي وقولِ له لقد وصلت بسلام .
..... وبالفعل لم تمضي ساعه وإتصل الزوج ونجح الجزء الأول من الخطه وفي نهاية المكالمه التي كانت مسجّله بأمر وكيل النائب العام قال لها زوجها سوف أحضر غداً يا حبيبتي علي أول طائره فقد أنتهيت من كل أعمالي بقبرص .
.... فيبتسم ضابط المباحث بنجاح الخطه ويحضر للسيده عشاءً لا بئس به ويأكل معها ويقول لها سوف يأتي زوجك غداً ونقوم بإكمال الخطه، ويخرج من طيات ملابسه مفتاح حجرته بقسم المطار ويقول لها هذه حجرتي الخاصه نامي فيها حتي الصباح فأنا لن أقبل أن تنامي في غرفة الحجز .
..... تدخل الفتاه حجرة الضابط وتنسي كل ما حدث لها فقط تفكر في شيئاً واحداً ،لماذا فعل معي ضابط المباحث كل هذه الأشياء؟ .
...... في الصباح الباكر دخل عليها ضابط المباحث وقال لها سوف تصل طائرة زوجك بعد ساعه خذي هذه النظاره وضعيها علي عينك عندما تقابلين زوجك ضعيها علي عينك طارة وعلي رأسك طارةً وعندما يسألك عن حقيبة سفرك قولي له لقد تعرفت علي إبن عمي عند عودتي وطلب مني حقيبة سفر فهو سوف يسافر الي الغردقه علي الفور قمت بإفراغ الحقيبه وأرسلتها له ..فأستشاط الزوج غضباً وقال لها هل أنتِ مجنونه إنّ هذه الحقيبه أهداها لي أبي قبل وفاته فهي عزيزةٌ علي هل تعرفي عنوان إبن عمك فقالت له نعم فجزبها من معصم يدها بقوه وتوجه بها الي شقة إبن عمها التي كان ضابط المباحث في إنتظاره فقابله مقابلة طيبه وشرح له الزوج علينا بإستبدال الحقائب بحجة إنّ هذه الحقيبه لها ذكره جميله فقد أخذتها من أبي قبل وفاته، علي الفور أعطاه ضابط المباحث الحقيبه وفي طريق العوده الي بيته هو وزوجته تم القبض عليه وتم إخراج المخدرات من الحقيبه علي الفور أنكر الزوج قائلاً إنّ هذه الحقيبه حقيبة زجتي وهنا ظهر ضابط المباحث وخلع النظاره من علي عين الزوجه وقال له إن هذه النظاره بها جهاز تسجيل فكل شئ مسجلاً صوت وصوره فإنهار الزوج وأعترف بكل شئ فإحتضن ضابط المباحث السيده وقال لها حمداً لله علي براءتك فضحكت وقالت الفضل لك أيها الضابط لقد فعلت معي ما لم يفعله أحد وكأنك أخي، فقال لها نعم أنا أخيكِ هل تتذكرين ذلك الطفل الذي كان يسكن أعلي شقتكم وكان يلعب علي جهاز الكمبيوتر فقالت له سيف فقال لها أنا سيف يا إبنة عمي هيا يا حبيبتي نرجع الي بيت أبيكِ فعمك في إنتظارك .
...... علمت الأم ما حدث لإبنتها فجاءت مسرعه وشكرت إبن عمها وقالت لها هيّا لنعود لبيت جدك بمصر الجديده فقالت لها لا يا أمي سوف أعيش بقية حياتي في بيت أبي وأحضان عمي والحمد لله رب العالمين وصدق المثل (أهلك لتُهلك )
...... وشكراً مع تحياتي سيد عبد المعطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.