تراجيديا غزلية :
وإن اختلفنا يوما...فاتفقنا أن نحب
واتفقنا ان نأوي للربيع متصافحين بزهرة
ومبتسمين رغم مرارة الهجرة
وإن اختلفنا يوما..فقد اتفقنا بنور نجمة
أن نبقى وأن نحيا بصمت قبلة
في تضاريس وجهك جغرافيا المكان
تمضي قوافلنا في رؤاكي والعينان
في تضاريس وجهك تنحنى الجبال ...
في مغيب روحان عاشقتان وهاربتان
وبعد أن مات المغني فقد الناي أنفاس الأحلام
وصار يصلي ويروي بصمت الكلام
في تضاريس وجهك يتكمص البحاره ..
لون للبحر والموج أشقر الجدائل
يتمرى في خيالك والوجه سنابل
تضيء الشمس فيفر القاتل من القاتل
ويفر القتيل من بعثه سائل وقائل
تتوه القوافي...
ويرشدها الظل لواحات الموت المفاجىء
العيون أبار للبصر والسراب زائل ومائل
لا أثر للعاطفيين في ثرى الصحاري
الجبال تولد في شموخ الأماني
والخيال لوحتنا القديمة تعج بالمعاني
اتفقنا أن لا نموت ...
واتفقنا على الحياة
واختلفنا كيف نموت ..
وحفظتنا يد الإله
من صغرنا ونحن نواصل البحث عن روحنا
وعن موتنا ...اتفقنا أن نموت لنحيا
واتفقنا أن نكون وأن لا نشقى
وما الفرق بين جذع نخلة ...
ونخلة بعثت من جذعها وردة
وانحنت لرثائها شجرة
واهدث للثمر هذة الثمرة
اتفقنا أن يبقى الماضي تاريخ لإبتسامتنا
وحاضر في وقفتنا
نغني لآلى يمل الصمت
نبكي ليحزن الموتى على البيت
هاتي يديكي لنصافح الوقت
خذي يدي من قبضة الموت
اخفي ملامحي في هذا الصوت
اتفقنا أن نموت لنقهر الموت
تعاهدنا بنور ثمرة ...
تعاهدنا على جذع شجرة
أن نكتب وإن سقطت الورقة
أقدارنا غصون للحب وإن لم تينع
أحلامنا كلام القلب للقلب وإن لم تسمع
مجازنا احساسنا المتكرر في هواء الأرواح
وشعورنا القاسي ...إذا هبت الرياح
سرنا ببطء ليسرع الريح في شهيق فراقنا ..
سرنا معا متفقين ومختلفين في سبيل وداعنا
وسرنا في بلاغة بياننا وفي شهادة ميلادنا
وكانت الأوتار معجزة النغم ...
وكان الجمال أخضر القمم
وكان الخيال مفعم بالنعم
مائدة من طعام الخلود
وشراب برحيق الورود
ووقت معتق لا يقبض أرواح العاشقين
كنا معا ومازلنا خالدين
يحينا كلامنا إذا صمتت أقلامنا
نحيا للكلام وبالكلام ...
ولا نموت إلا إذا عم السلام
والحروب خدعة الحطام
اتفقنا أن نختلف ...
واختلفنا في الظلام
مات المغني ...
وبقي النغم يؤنس النيام
ويؤنس الصمت كلما مل الكلام
بقلمي ...
غسان حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.