شفاعة على خطى الصالحين :
تراني واقفا أصلي بين نفسي وضلالي
ازف للفرح انتصاري فيأخذني...
الحزن من هواي لهوى سجاني
أدمي قلبي فيبرأ الماضي من حنيني واحتقاني
نمضي سويا في دجى الذكرى
فيشفق الجاني على الجاني
تلموذ أعدائي يطوق فيه فقة حريتي وإيماني
اشفق على الظلام والظلام يسير أينما تحط أشواقي
ويسير في قلبي قلاعا وأماني
طرقات المدينة نهايتها خطاي
وبدايتها ما اقترفت من النور عيناي
غزل الماضي حاضر في رؤاي
ووجع الأمس احتضر على بقايا نجواي
حلمت بالسماء فهوت من الأعالي على ثراي
حلمت بالماء فناد منادي من بئر الظمأ والماء منفاي
وحلمت بالحسناء فحترق ظلها في خطوط يداي
وبقيت منفي بين وطن وبين أنين الناي
استرق السمع لحفيف الشجر ...
أقرا غصون الليل والورق استعر
وأومي في نداء الصمت ...
ليتحدث القدر
مرايا صوتي لا تخاطب الصور
وقمر بصري ضل الطريق في المطر
عشرون نجم يرصعان الشجر
وينضجان في ظلمات الثمر
نصحن القمح في طاحون الأمل
ونأكل الخبز من تنور الأجل
عهدي بين الطريق والخيل في عجل
سافر إلي والسبيل نفسي موجا وبحر
وهاجر بي ومنافي الأرض كلها عبر
وعد إليه معي لآلى ينقطع المطر
سرابيل من جنون تطوق الأفئدة
وترمي بالأمال في رفات المقبرة
سرابيل من منون تملأ المفكرة
وتؤمي بالخيال في أوقات المقصلة
تذكر معي البرق ...
وليالي ربيعية احترقنا فيها غربا وشرق
تذكر معي لذة العشاء
وطعم الشراب في غصة الرثاء
تذكر معي السمر الطويل
وطلب الحياة والأمل الثقيل
وبقايا الرثاء في جرحنا وفرحنا
كنا سعداء ...وكنا نعد الليل في دماء الشعراء
وكنا شعراء نؤجل الحاضر في ماضي اللقاء
اشفعي يا جراحنا عند خالقها
وعودي يا أفراحنا حرة في مضاجعنا
واشرقي يا نجوم مشاعرنا
كثر الحديث بكي وإليكي
كثر الحديث في نظم عينيكي
هوتني وقهرتني
فتنتني وعاركتني
وعبثت بزقاق قلبي ...
توزع الطرقات في صخبي ونصبي
وتقلب الأمنيات في صمتي
اردتني قتيلا لأحيا
واتخذتني سبيلا ولا أنسى
وتركتني وحيدا بين شعاع وطن ومنفى
استمعي لأخر شكوى في عيوني
كل الكلام عصارة روحي وظمأ دموعي
وكل الأحلام تحيا على نور شموعي
أفرغني الوقت من الضجيج وشكرا لمن أدار عقاربه
أفرغني الصمت من اللهيب وشكرا لمن أطفا شعلته
وافرغني الإيمان من تنور الزمان ...
وشكرا لمن سن سنته
أبارك لنفسي بالهزيمة والنصر لي من الله
أبارك لنفسي على هذه القصيدة والنظم صوتي وصداه
وأبارك لنفسي على كل تفسير حط رؤاي في رؤاه
ويفترق الأحبة وتبقى المحبة قبلة وندبة ...
بين ماض مشترك وحاضر احترق ...
ومستقبل اخترق حدود السماء
يعود بالمساء وينشر الضياء
نورا في صدور الشعراء
وهدى ورحمة وأمل لكل الأوفياء
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.