الخميس، 2 أبريل 2020

تنظر إلى الجموع المنتشرة في المتاجر بقلم ميا


تنظر إلى الجموع المنتشرة في المتاجر ، بين مشتر يقلب البضائع و بائع يلصق سلعته بإصرار في المارين ،ثم تلقي بنظرة سريعة للائحة المشتريات في يدها ،يدها التي ترتعش بقوة كأن زلزالا يضربها ،تحاول الوقوف ثابتة دون خوف لكن لما الإنكار ،هي خائفة حد الموت ، و يعزز خلعها هذا الكم الهائل من البشر ،يعيدون الى ذاكرتها مشاهد تسعى جاهدة لنسيانها ،هذه اول مرة تخطو إلى مكان بهذا الاتساع منذ الحادثة ،يصطدم أحد بظهرها فتقع الورقة من يدها و تتهاوى هي معها ،كانها فرصة و قد قدمت لها على طبق من ذهب فقدماها لم تعودا قادرتين على حملها ،اتاها الصوت يسألها عن حالها ،لكنه صوت بعييد كما لو أنه من بعد آخر ،تسمح لنفسها بالانهيار ،تتقوقع في وضعية الجنين ،يتوقف المارة حولها ليزيدوا من توترها ،لا يدركون أي شياطين تصارع ،تسبح أفكارها بعيدا نحو ذلك اليوم في ساحة المدينة كان المشهد مزدحما ،فالكل يحتفل ،اما هي فكانت على موعد مع نقطة انقلاب حياتها ،كلفها الأمر لحظة اجتمع حولها أربعة شباب ،و الآخر جردها من ثيابها ،وسط الساحة و بين كل هؤلاء الناس رفست،قاومت و صرخت لكن لا أحد اقترب ،صوت الموسيقى طغت على صرخاتها ام أن ضمائر الناس قد طغى عليها الخمول ،في لحظة انتهى كل شيء اصبحت كورقة خريف ،لم تعد تدرك كم قدما داستها قبل أن تنتبه إليها إحدى السيدات و تصرخ بعد أن رمت عليها معطفا ،ما تلا ذلك لم يكن مهما فهي قد كنسته إلى زاوية مهملة في صندوق ذاكرتها ،هزة أعادتها إلى الحاضر و يد امرأة مسنة تمتد إليها لتقيمها من رقدتها على أرض المركز التجاري ،استقامت واقفة كأنها لم تكن مستلقية للتو في ذلك الوضع الغريب ،شقت طريقها بين الرؤوس الفضولية التي التفت حولها منذ قليل ،اين كانوا ذات يوم حين كانت تنتهك ،ألم يكن وضعا غير طبيعي أيضا ،يستحق أن يقفوا عنده ،أليس من سمة الاغتصابات أن تقع في الأماكن المغلقة و المستودعات المهجورة كيف إذن حدث لها هذا في الخارج و سط آلاف الناس ...كانت تركض و الأفكار تهطل على عقلها كالسيل الجارف و جملة واحدة ترددها مخاطبة خيال طبيبتها النفسية :لست مستعدة لا ابدا لست مستعدة فالأماكن المفتوحة الواسعة لم تعد آمنة ابدا.."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.