الأربعاء، 1 يناير 2020

سأكتب بقلم رشيدة أيت العسري


سأكتب 
نعم سأخلدك 
في كل دفاتري 
أيها المتشرد الأنيق
-هل سيعجبهم الاسم ؟
لن يستغربوه أبدا
بعد أن يقرؤوا قصتك-
لن أخبرهم أنك رث الثياب
ولا نتن الرائحة..
لن أصف جسدك الهزيل
ولا ملامحك المهترئة
لا و لن أعطيهم عنوانك
فهم لا شك يعلمون 
أين "لا" تسكن!


سأكتب عنك
أيها الفتى الضال
في دفاتري وفي ذاكرتي
سأنقش تلك اللحظة 
بماء الذهب الخالص
حتى لا تصدأ..
لا تخشَ أن يجف المداد
وإن مرت الأيام
لن أنسى نظرتك الجائعة
ولا يدك المرتجفة 
الخجولة
حين امتدت للفراغ
تستنجد مَن لا حياء ولا حياة له


سأكتب بلون مغاير 
ما جعل دمعتي تنهمر
لمّا قالت عيناك كلاما 
وأطاعتها يدُك الممتدة 
لتردّ المالَ لفقير المشاعر
ذو النظرةِ الباردة
السقيمة.
"فنحن وإن كنا فقراء
لا نملك مالا 
فإننا نملك أصلا
متجذرا فينا
تشرّب غنى الزهد
و العفة مذهبنا"
أتراهم يفهمون؟


سأكتب بكل فخر 
كيف كانت قوية متعجرفة
فزلزلها ضعفك الذي تحول
فجأة إلى قوة 
هيهات أن تفهمها .


نعم سأكتب عنك
لعلك تكون عبرة
لمن ذاق طعم السلطة 
والجاه فتجبرَّ 
وذاق طعم المال 
حتى عماه الطمع
فتنكَّرَ

رشيدة أيت العسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.