الأحد، 22 ديسمبر 2019

أنا طفل الحجارة و أنا هنا وحدي .. ========كمال مسرت

همسات مراكشية
=========
قصيدة بقلم
======
كمال مسرت
=======
أنا طفل الحجارة و أنا هنا وحدي ..
=====================
للحجارة التي تنبت على كفي ..
هذا الحنين .. للهروب من تمايل نعشي ..
حين استوى على أكتاف العابرين قبلي ..
مرت قرب المجازر الريح و دثرتني ..
بغيمة عارية و البَرَدُ الأصهب حولي ..
تواعد حباته عطر الكفن ..
فكنا نمشي على ظلالنا .. و نصلي ..
نكسر ابتسامة الموت للموتى ..
تقبل شفاههم البيضاء زهرة المدائن ..
فتمشي .
بين اسراب الحجارة و العسكر ..
ألقت الزرقاء بعد تردد قطوفها ..
فوق أرضي .. جرحي ..
دخانا ، قنابلا و رمانا .. يعرفون هويتي ..
و كانت الحارة رمادا أحمرا .. وكنت طفلا ..
لم يكن لبيتي عنوان و لا جدران ..و لا قَفل ..
العساكر ينادونني للإيمان بإسمي العربي ..
من وراء العراء :
يا أحمد ..
أقبل و لا تخف ..
يا أحمد الشهيد ..
و أنا أجري .. و كنت وحدي ..
بين صرخة المخيمات و مخاض القضية ..
وضعتني أمي بلا هوية ..
في عين البندقية .. وحدي ..
فلم أبارك وسام أبي .. و لا دمعة أمي ..
آه يا أمي .. آه يا أمي ..
ذكريات تأتي من أنين ذاكرتي المشوشة ..
مجردة من أصوات ضحكتي .. تسرقني ..
من ابتسامة الياسمين و الزيتون ..
حين اغتصبَ عطرها براءة يوسف ..
و أحرقَ ألوان السلام في فراغ الجب ..
سافرت البلابل الى موسم الظلام و تركتني ..
فكنت هنا وحدي .. بلا جواز سفري ..
و الليل ينسج من خيوط الفجر وطنا ..
أحمل صك ملكيته في قلبي .. أبحث عن وطني ..
أبحث عن نفسي داخل معتقلات طفولتي ..
و الحجارة تسكن ألعابي و كراسة أحلامي ..
القديمة ..
فنجان قهوة و القمر يتوارى خلف سمري ..
فكأن الدجى يحكي مغامراته مع السديم ..
و أنا أكتب على صفحات صحف الموتى ..
تواريخ استشهادي و كل تفاصيل المسرحية ..
بيراع سراب كسر من روحي فأروي عطش ..
السماء ..
تسابق خطوتي نظرتي على صراط اللاعودة ..
و أرصفة المذابح تحجب أضواء الدموع ..
بالقرب من أسوار الحصار .. و كنت وحدي ..
فقلت لظلي و أنا أمشي ..
غزة تلوح و الشمس تصارع الغروب ..
غزة تبوح بأسراري .. تبعثر أفكاري ..
غزة تكتب بدماء الغدر ملخص أسفاري ..
تضيفها إلى مذكرات المسيح ..
سافرت عيوننا إلى الضفة الأخرى و بكتني ..
تخلت عن أشواكها الحدود و عانقتني ..
أنا طفل الحجارة و أنا هنا وحدي ..
أمشي بين بساتين البرتقال و حدود لحدي ..
أقاوم فراشات جرحي الجديد بسيف خشبي ..
تخلت عنه الرصاصة في الخندق .. و لم تتخلى عني ..
فأنا طفل الحجارة ..
بقلم كمال مسرت
المغرب الأقصى
L’image contient peut-être : une personne ou plus et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.