الأحد، 22 ديسمبر 2019

نفحات مثنويّة ..بقلم محمد الفضيل جقاوة


نفحات مثنويّة ..
.
تعالي املئي من دموع اشتياقي
قناديلَكِ الظامئات ..
دعينا نضيء بها معبد العشق
نحيي به ليلنا ذاكرا مدَّكرْ
نردّد للكون في هداة الفجر ترنيمة
من طوال السورْ ..
تعالي اسمعي النّاي يتلو المثانيَّ ..
و المثنويَّ ..
و يبدع للعشق ألف مقام ..
يؤسس للعشق دون امتنان تراتيله الخالدات
بدرب الأساطين نقفو الأثرْ
أنا يا حبيبة قلبي
على مذهب الحبّ صلّيتُ فرضي ..
و أتممت نفْلِي ..
و أبصرت نور الحقيقة
يومض فوق جفون المدرْ
تعالي أفتّش في مقلتيك عن الأنبياء
و عن مذهب يرفع الحبّ ..
يعليه بين البشرْ
تعالي ..
أسائل في مقلتيك العصور التي قد توالتْ
أَكَانَ بها سيّدا غيره
نفخ الرّوحَ في أرمس و حجرْ
فلبّتْ ..
و ألهب في جوفها الحبّ دينا
و أبدع فيها لسانا ..
و قلبا يردّد أحرف ذكر شجيّ
يهزّ الوجود ..
و يعلي إلى قمّة المجد من للإله ذكرْ
تعالي حبيبة قلبي ..
ففي مقلتيك ضياء و زيت ..
و شمس ترش على أوجه القانطين الزّهر
و ترسل منهم هُدَاةً ..
تحنّ إليهم عيون الحضرْ
أنا يا أنيقة في مقلتيك أرى الحقّ حبّا
و سفرًا كريمًا ..
تشع و تومض فيه نجومُُ غرر
أنا عاشق عربيّ ..
على مذهب الحبّ أقفو خطى خالق الكون ..
أجلي على رغبة منه
في مقلتيك الأثرْ
حبيبة قلبي ألا تعلمينْ ؟؟
لقد كان في البدء ربّ و حبُُّ
و للحاء خطّ الحواميم أحرف عشق بعيد
و للباء أبدع كافًا و نونًا ..
و نادى ..
فلبّى الوجود سديما ..
و لله صلّى ..
و للحب دون سواه انشطرْ
و أشرقتِ الشّمس خجلى تداري غراما
بأحشائها يستعرْ ..
و غازلها البدر يبدي هواه
بعينيه قافية ترفع الحجْب
عن أعين غافيات
تحبّ الإله و تدمن فيه السّهرْ ..
و يهطل غيث العقيدة حبّا ..
و للحبّ قلب البحار اعتصرْ
حبيبة قلبي تعالي ..
ففي مقلتيك أرى ألف فجر
تؤسس للحبّ مملكة من سناء و عطر
و تبذل للعابرين على كفرهم دانيات الثّمرْ
على عرشها يجلس الحبُّ طفلاً أنيقا ..
على ثقة ..
لا يبالي بغير العطا المنهمرْ
فقد كان من خالق الكون يوما
تعلّم كيف تكون المحبّة بذلا
و منه تعلّم كيف يردّ الإساءة نبلا ..
و يعفو على من كفرْ
تعالي حبيبة قلبي ..
ففي مقلتيك يطيب السّفرْ
تعالي اخطفيني ..
عسى أن أكون هنالك صوفيّ وجدِِ
على مذهبِ الحبّ ..
أهفو إلى أمسياتِ الفناء
و أرحل روحا إلى الملكوت ..
إلى سدرة المنتهى ..
و مقام كريم كعينيك يحلو به المستقرْ
أنا عاشق شقّ لي الله ألف حجاب
فأبصرتُ ما كان في سدف الليل
عنّي استترْ ..
لقد أبدع الله للحب هذا الوجود
و للحبّ أوجد فيه البشر ..
و للحب هذا الوجود أراه اندثر
وللحب يعبق في جنبات الجنان الزّهرْ
و للحبّ يفنى هناكَ الفناءُ
و ننعم بالخلد ..
في جنّة الخلد ..
عند مليك بعين المحبة للمؤمنين غفر
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
21/12/2019
.
ـ المثنوي هو ديوان شعري للصوفي الكبير
الشهير جلال الدين الرومي رحمه الله .
L’image contient peut-être : 1 personne, ciel, arbre, plein air et nature

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.