الجمعة، 29 نوفمبر 2019

لا شيء مُستحيل بقلم مصطفى جميل شقرة

**** لا شيء مُستحيل ****

يقول "ليونيل ميسي" الأرجنتيني نجم الكرة العالمي:
لا شيء في الحياة مستحيل، عندما كنت صغيراً، كنت قصير القامة لا أنفع للعب كرة القدم هكذا قالوا لي، ولكن صنعت من المستحيلة، مستحيل، أما الآن، وفي الثلاثين من عمري مازلت أكتب التاريخ وأحطم الأرقام يوماً بعد يوم، وتزداد الجوائز في خزائني، وأصنع المستحيل.
تقاطع الحديث نتالي وهي طفلة من ذوي الأحتياجات الخاصة وتقول:
أنا مبتورة اليدين منذ زمن بعيد ولكن هذا لم يُعِقني عن النجاح في حياتي، فصوتي جعل مني مغنية مشهورة، أطرب الموجودين وأمتع الحاضرين، ولا شيء يقف أمام بحة صوتي وعذوبة حنجرتي، فأنا المستحيل.
يشدني ويلفت انتباهي شاب عشريني يلوح بيديه، وبعدها صرخ بصوتٍ عالٍ: أنا المُستحيل.
لقد قالت لي معلمتي عندما كنت أدرس في مدرستي الابتدائية بأنني لا أنفع لشيء وغير مُجد دراسياً وأنني كسول، وكان حينها تقصيري وإهمالي لواجباتي هو بسبب عملي في الليل لأساعد أهلي، دارت الأيام ودار الزمن وأصبحت الآن مهندساً معمارياً وللتو أنتهيت من تدشين مدرسة صممتها وبنيتها أنا بنفسي، فأنا المستحيل.
تغازلني مُسنة بِغمزة وهي في حيطان الثمانين من عمرها فقالت لي: أنا المُستحيل، كنت أعيش بدون كهرباء وبدون هاتف وبدون أبسط متطلبات الرفاهية والعيش الكريم، في زماننا لم يكن هناك تكنولوجيا ولا تطور، كل ما ننجزه نتقنه بأيدينا ولا شيء يساعدنا سوا أنفسنا وجهدنا وعرق جبيننا، نعم أنا المستحيل، لم تكن هناك مكيفات في الصيف ولا مدافئ في الشتاء وكنا نعيش على أنقاض المستحيل، فنحن صنعنا الحياة من اللاشيء، ولا شيء كان مُستحيل.
و في النهاية أقول أنا: أنا أيضاً المُستحيل لقد تغربتُ من قريتي، وهاجرت عن منزلي، وأصبحت لاجئ، وتغيرت مدرستي، والأسعار في العلالي، وكل هذا وغيره لم يقف في طريقي، فالصخرة التي أعاقت تقدمي، أنتهيت من جعلها منحوتة فنية لي، لقد درست في الجامعة وتخرجت وأنا الآن أعيش مستقراً سعيداً، فالحياة لم تتوقف، وصنعت من المستحيل، نجاح، ولا شيء مُستحيل.

*مصطفى جميل شقرة*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.