امي الثكلى وطني الجريح
يوم ميلادي عاد ، عاد بدون ميعاد ، عاد مثقلا بالأحزان، عاد مشبعا بألام الزمان
عاد والالم لوطن اغرقته الاحزان
عاد بين شعاب الموت والوديان .
عاد ولم يعد الأن .
عاد ولم يبقى جميل بمكان .
عاد وكأن الكون بدء بالتكوين الأن .
عاد بدون ذكري عاد بلا عنوان .
عاد وكأن شىء لم يبدأ ، وسقط الحجر والأنسان .
عاد يحمل هموم الأزمان .
عاد مع أحزان أمي التي نسيت حلمتها في فم رضيعها عندما كان يرقد جانب قلبها يلتمس الحياة ،وفجأة !نهار المكان....
ركضت تاركة أحلامها ، نسيت أجزاء منها في ذاك المكان ، تحت ركام البنيان .
تذكرت أنها تركت له تصريحا لدخول الجنة فلم تلقى حزنا فقد أودعته في رياض أبدي لا يدخله شيطان أو اشباه إنسان .
لماذا عدت يامولد الأحزان .
عدت بدون غد عدت بلا ألوان .
كم تمنيت أن لا تعود .
عدت ومعك أشكال الموت والحقود
عدت ومعك فجر مزيف ألغى الوجود .
وميض إنتشر ضوءه في كل الحدود ، ظنته فجر أبيض ينير أكوان الخلود
وإذ به برق للموت ، جاءت به بومة سوداء غريبة عن بيت أمي ، تحمل ألة صنعها شيطان ، أضاءت ذاك المكان .
ركضت أمي بظلمة دربها الذي أناره بريق الموت بضوء أسود ، مزج مع ألوان
حدائقها ، رأت بقايا سنابلها وقد تلطخت بلون قاني يعلوه حمرة خدود أجنتها
وسنابل قمحها .
على أحجار بيتها أجزاء من لوحة الموت التي رسمت بيد مارد لاطاقة له على إرادة إنسان .
ركضت يمنة و يسرى في اتجاهاتها الاربعة هائمة على وجهها الذي صبغه برق الظلام .
تذكرت سنابلها التي تركتها كانت أمنياتها أن تزرع تلك السنابل في محيط
كوخها الوردي ، إستجمعت قواها وعادت أفلة إلى محصولها الذي تعبت به سنوات
عمرها
فلم ترى عنوان أختفت معالم المكان ولكنها وجدت حطام خزانة
الألبسة التي كانت تزهو بألوان ربيعها ، صعقتها الفاجعة رأت سنبلتها
الصغيرة اليافعة قد تفحمت كفحم حجري داكن بين الركام .
أخذت تبحت عن
سنابلها علها تجدها خضراء كما تركتها ، عندها أدركت أن بذورها إستعملها
شيطان ليس بانسان أرسل مخالبه السوداء في غضادتها ليغزل لوحات الموت على
أحجار كوخها الذي تناثرت أجزائه في كل مكان .
آه من ذاك الزمان لماذا عاودني الأن .
في واحة ملاصقة لكوخها الذي تبدل لونه إلى لون قلوب الشياطين ، يرقد بقايا
إنسان وبقايا سنابلها ، انتصبت لوحات النزع عليها ،تخبرنا قصص الذين قضو
بفعلة برق الموت الداكن كسواد ليلة غاب عنها قمرها .
حاولت أمي
الثكلى جمع ماتبقي من محصولها ،أودعته في حفر جافة ، خاوية ، مظلمة، لا لون
للحياة فيها ، أقفلت غطاء حفرها بحجر متفحم هو وليدها وأخر سنابلها ،قبل
ان يجف رحمها ، رأت حلمتها في فمه الصغير ،لم ترد انتزاعها تركتها لتروي
جفاف سنابلها المحترقة علها تنبت من جديد .
أقفلت بإحكام فوهات حفرها خوفها من أن يعاود برق الموت أن يتسلل إلى بقايا محصولها المتحجر يحرقه بحقده الدفين .
آه يا وطني الحزين ، آه من يوم ميلاد ضنين .
أمي عملاق ستتخطى غدر البرق الأسود وتمضي إلى واحاتها لتزرع امل لبذور حقلها .
وتمنت بعود حميد جديد تخلع فيه رداء الحزن الذي أحمي بالحديد .
رمت حلمها في بحيرة الامنيات لتزهر واحات عمرها ويعود عيد ميلاد جديد
بقلمي
مروان كوجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.