الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

امي الثكلى وطني الجريح بقلم مروان كوجر

امي الثكلى وطني الجريح

يوم ميلادي عاد ، عاد بدون ميعاد ، عاد مثقلا بالأحزان، عاد مشبعا بألام الزمان
عاد والالم لوطن اغرقته الاحزان 
عاد بين شعاب الموت والوديان .
عاد ولم يعد الأن .
عاد ولم يبقى جميل بمكان .
عاد وكأن الكون بدء بالتكوين الأن .
عاد بدون ذكري عاد بلا عنوان . 
عاد وكأن شىء لم يبدأ ، وسقط الحجر والأنسان .
عاد يحمل هموم الأزمان .
عاد مع أحزان أمي التي نسيت حلمتها في فم رضيعها عندما كان يرقد جانب قلبها يلتمس الحياة ،وفجأة !نهار المكان....
ركضت تاركة أحلامها ، نسيت أجزاء منها في ذاك المكان ، تحت ركام البنيان .
تذكرت أنها تركت له تصريحا لدخول الجنة فلم تلقى حزنا فقد أودعته في رياض أبدي لا يدخله شيطان أو اشباه إنسان .
لماذا عدت يامولد الأحزان .
عدت بدون غد عدت بلا ألوان . 
كم تمنيت أن لا تعود .
عدت ومعك أشكال الموت والحقود
عدت ومعك فجر مزيف ألغى الوجود .
وميض إنتشر ضوءه في كل الحدود ، ظنته فجر أبيض ينير أكوان الخلود 
وإذ به برق للموت ، جاءت به بومة سوداء غريبة عن بيت أمي ، تحمل ألة صنعها شيطان ، أضاءت ذاك المكان .
ركضت أمي بظلمة دربها الذي أناره بريق الموت بضوء أسود ، مزج مع ألوان حدائقها ، رأت بقايا سنابلها وقد تلطخت بلون قاني يعلوه حمرة خدود أجنتها وسنابل قمحها .
على أحجار بيتها أجزاء من لوحة الموت التي رسمت بيد مارد لاطاقة له على إرادة إنسان .
ركضت يمنة و يسرى في اتجاهاتها الاربعة هائمة على وجهها الذي صبغه برق الظلام . 
تذكرت سنابلها التي تركتها كانت أمنياتها أن تزرع تلك السنابل في محيط كوخها الوردي ، إستجمعت قواها وعادت أفلة إلى محصولها الذي تعبت به سنوات عمرها
فلم ترى عنوان أختفت معالم المكان ولكنها وجدت حطام خزانة الألبسة التي كانت تزهو بألوان ربيعها ، صعقتها الفاجعة رأت سنبلتها الصغيرة اليافعة قد تفحمت كفحم حجري داكن بين الركام .
أخذت تبحت عن سنابلها علها تجدها خضراء كما تركتها ، عندها أدركت أن بذورها إستعملها شيطان ليس بانسان أرسل مخالبه السوداء في غضادتها ليغزل لوحات الموت على أحجار كوخها الذي تناثرت أجزائه في كل مكان .
آه من ذاك الزمان لماذا عاودني الأن .
في واحة ملاصقة لكوخها الذي تبدل لونه إلى لون قلوب الشياطين ، يرقد بقايا إنسان وبقايا سنابلها ، انتصبت لوحات النزع عليها ،تخبرنا قصص الذين قضو بفعلة برق الموت الداكن كسواد ليلة غاب عنها قمرها .
حاولت أمي الثكلى جمع ماتبقي من محصولها ،أودعته في حفر جافة ، خاوية ، مظلمة، لا لون للحياة فيها ، أقفلت غطاء حفرها بحجر متفحم هو وليدها وأخر سنابلها ،قبل ان يجف رحمها ، رأت حلمتها في فمه الصغير ،لم ترد انتزاعها تركتها لتروي جفاف سنابلها المحترقة علها تنبت من جديد . 
أقفلت بإحكام فوهات حفرها خوفها من أن يعاود برق الموت أن يتسلل إلى بقايا محصولها المتحجر يحرقه بحقده الدفين .
آه يا وطني الحزين ، آه من يوم ميلاد ضنين .
أمي عملاق ستتخطى غدر البرق الأسود وتمضي إلى واحاتها لتزرع امل لبذور حقلها .
وتمنت بعود حميد جديد تخلع فيه رداء الحزن الذي أحمي بالحديد .
رمت حلمها في بحيرة الامنيات لتزهر واحات عمرها ويعود عيد ميلاد جديد


بقلمي 
مروان كوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.