قصيدة رحيل بلا قطن
____________________
أحيانا
الشمس لا تقبلُ إلا جبين
الليل
ولادة عتمة الكون
وتموت ليلاً طويلاً
بصمت تعلم بان الليل يقبل
جبينها ولادة نور الكون
ولا قيمة للصوت
فأي زمن
يقبل أن يكون
فيه كل منا النجم وجه الكون
وصلاة الزمن
وطيور المآذن
وأجراس الكنائس
وجوه النوافذ
وعجلات العربات
وخمرة الحانات
وخبز المخابز
ومن بين الدور وأرصفة الطرق
تطل عليّ وجوه ولغات
وأزمنة
لم تكن تحسب على النور أو العتمة
شيئا من خاصرة الكون
إنها يا أمي كيل بمكيالين
لرغيف الخبز والخباز
باب بيت النار
في زمن كان كل شيء فيه بلا ثمن
حتى الموت في أي وطن
يرسم الصور على الجدران
وعربات الرحيل
كانت الشمس تقبل جبين
كل منا
وكل منا كان يظن نفسه الكون
يطوق خاصرة الليل والشمس
كشيء مر من زمن
ولم تعد فيه عربات الرحيل
قادرة على حمل الراغبين
بالغياب للبعيد
البعيد
الآن
وجه نبي جاء من خاصرة الكون
ولادة للصبر
أحاديث أمي
لا تكن شيئا من خاصرة الكون
أعرف أن الصمت
أجمل بكثير
من عرق الخباز باب بيت النار
عندما مر العابرون
ولم يحملوا معهم كسرة من خبز
أو قطنة
لخلفهم عندما يرغبون
الغياب للبعيد
البعيد
ما أرخص الأكفان
وأكياس القمامة السوداء
وكبرت علينا يا أمي
أكياس قطن الرحيل
وعربات الغياب
للبعيد
البعيد
في زمن كتب على جدران
البيوت في المدن
لم يجد الراحلين
عربة تحملهم إلى مرقدهم
حيث كانت ولادتهم
من خاصرة الكون
صار الغياب
للبعيد
البعيد
عتمة الزمن
والأماكن
حرام أن تموت بصمت
وبلا ضجة للموت
إذا كانت خاصرة الكون
تعجز الآن عن عربة
للراغبين
بالغياب للبعيد
البعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.