(الرحمن الرَّحِيم . مَالِكِ يَوْمِ الدين)
(لايتكلمون إلَّا مِنْ أَذَّنَ لَهُ الرّحْمَنُ وَقَالَ صوابا)
ذَلِكَ الْيَوْمِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ باهوالها وفزعها وَإِحْدَاثُهَا يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَعْظَم تتجلى فِيه صِفَتَيْن عَظِيمَتَيْن لِرَبّ الْكَوْن صِفَةٌ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والتى تَكَرَّرَت فِى آيَتَيْن فِى سُورَةِ الْفَاتِحَةِ الَّتِى هِىَ سَبْعُ آيَاتٍ والتى تُعَادِل الْقُرْآنَ كُلَّهُ (ولقد آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ المثانى وَالْقُرْآن العظيم)فجاءت فِى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَهَى آيَةٌ فِى سُورَةِ الْفَاتِحَةِ ثُمَّ فِى الْآيَةُ الثَّالِثَةُ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اسْمِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَهَذِهِ الصِّفَةُ هِى المتجلية فِى ذَلِكَ الْوَقْتِ وتاتى بِمَعْنَى أَنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَنَّ مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمِ وَذَلِكَ الْمَعْنَى الْجَلِيل الَّذِى يَطْمَئِنّ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (لايتكلمون الْأَمْن أَذِنَ لَهُ الرّحْمَنُ وَقَالَ صوايا)وكل ذَلِك لايكون إلَّا لِلْمُؤْمِنِين الَّذِينَ أَخْلِصُوا لِلَّهِ الْعِبَادَةَ فِى الدُّنْيَا إمَّا الْكَفَرَة والمجرمين وَالظَّالِمِين فَلَهُم الْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ (يوم يَقُولُ الْكَافِرُ ياليتنى كُنْت ترابا)وكذلك يَوْم يَقُولُ مَلَكٌ الْمُلُوك سُبْحَانَه (لمن الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ القهار)لان فِى هَذَا الْجَمْعِ يُوجَدُ بِهِ الْكَثِيرُ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا الَّذِينَ تُكَبِّرُوا وَتُجْبَرُوا وَعَذَّبُوا وسجنوا فلارحمة لِهَؤُلَاء الْمُلُوك فَجَاء الْخِطَابِ لَهُمْ الْمِلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الَّذِى يَقْهَر الْجَبَابِرَة الْمُتَكَبِّرِين فَهَؤُلَاء لارحمة لَهُم وَلَكِن الرَّحْمَة تَخُصّ عِبَادِ اللَّهِ الْمُوَحِّدِين الْمُخْلِصِين الْمُؤْمِنِين فَسُبْحَانَ مَنْ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَتَعَالَى اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
________________________
بقلم/محمود عبالمتجلى عَبْدِ اللَّهِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.