الخميس، 6 يونيو 2019

أنثى من سراب للكاتبة " وسام أبو حلتم"

أنثى من سراب للكاتبة " وسام أبو حلتم"
_____________

منْ قال أنَّ الجميعَ يُتقن دورهُ فوقَ هذهِ الأرض؟
فلربّما لو أمْعَنتمْ النظرَ في إنسانيتكم قليلاً لوجدتمْ أنَّ هناكَ من كُتِبَ عليهِ أنْ يبقى " كومبارس"على مسرحِ الحياة يعيشُ مخاضَ آلامهِ وحيداً بصمتٍ دونَ أنْ يلتفت إليهِ المشاهدون.
_________
ﻋﻨﺪَ ﻗﺎﺭﻋﺔِ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖِ تحت مزاريب ﺍﻟﺸﺘﺎﺀِ ﻋﻨﺪ كرسيﺍلانتظارِ ﻋﻠﻰ مِشْجَبِ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓِ ﻋﻨﺪَ مرْفأِ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕِ وعندَ شفَا ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔِ توجد ﺟُﺜَّﺔٌ ﻫﺎﻣﺪﺓٌ ﻣﻤﺪﺩﺓٌ ﻻ ﺣﻮﻝَ ﻟﻬَﺎ ﻭﻻ‌ ﻗﻮﺓَ ﺍﻧﺘُﺰِﻋَﺖْ ﺭﻭﺣُﻬﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓٍ ﺑﻠُﺆْﻡٍ ﺑِﻜﺮْﻩٍ، ﺑﻜﺬﺏِ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳَﺎ ﻭﺧﻴﺎﻧﺔِ ﺍﻟﺬﺍﺕِ، ﺗﺠﻤَّﻊَ ﻓﻮﻗَﻬَﺎ ﺫُﺑﺎﺏُ ﺍﻟﺨﻴﺒﺎﺕِ ﺗﻨﺘﻈﺮُ ﺃﻥْ ﺗﻌﻮﺩَ ﻷﺻﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻲِّ الدافئِ ﻟﺘﺮﺗَﻮِﻱَ ﺑﻤﺎﺀِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀِ ﻟﺘﺸﻌﺮَ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓِ ﺍﻷﺭﺽِ بدفء جذورِ الأشجارِ.
ﻫﻨﺎﻙَ ﻋﻨﺪَ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳَﺎ ﺍﻟﻤﻬﺸﻤﺔِ، ﻋﻨﺪَ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲِ، ﺗﺤﺖَ ﻗﺒﺐِ ﺍﻟﺠﻮﺍﻣﻊِ، ﻋِﻨﺪَ ﺑُﻮﺫَﺍ، ﻋﻨﺪَ مريم ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ، ﺗﻮﺟﺪ دعواتٌ ضلتْ الطريقَ لأصحابِها، ﺃﺭﻭﺍﺡٌ ﺗﺎﻫﺖْ ﻋَﻦْ ﺃجسادِهَا، ﻗﻠﻮﺏٌ أُﻏْﻠِﻘَﺖْ أعينها،
أﺣﻼ‌ﻡٌ وأُمنياتٌ ﻟَﻢْ ﺗَﺘَﺤَﻘَّﻖْ، بلْ لَمْ ﺗﻮﻟَﺪْ بَعْدُ.
ﺗﺎﻫَﺖ ﺍﻟﺤﺮﻭف ﺑﻴﻦَ ﻛﻞِّ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀِ واللاَّمَكَان ﻛﺎﻥ ﺣﺒﺮﻫَﺎ ﺍﻷَﻟَﻢُ والوجع، ﻭﻣﺼﻴﺮﻫﺎَ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ. 
ﻛﻔَﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻨّﺬﻭﺭِ ﻭﻛﺬَّﺑﻮﺍ الصِّدقَ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀَ، ﺯﺭعوا، حصدوا ﺻِﺪْﻕَ ﻧﻮﺍياهم، ﻣَﺮَّﻏُﻮﺍ ﺭﺅﻭﺳَﻬُﻢْ ﻓﻲ ﻭﺣْﻞِ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓِ، وشَمُوا ﺑﻴﺎﺽَ ﻗﻠﻮﺑِﻬِﻢْ بلونِ المدادِ، ﺷﻮَّﻫُﻮﺍ ﻧﻘﺎﺀَﻩُ، ﺻﻔﺎﺀَﻩُ، شهقوا دخان ﺍﻟﺨﺒﺚِ ﺗﺠَﺮّعوﺍ ﺳُﻢَّ ﺍلحقد، نشروهُ ﻓﻲ ﺍﻷرجاءِ٠
ﺑﺎﺕَ ﻛﻞُّ ﺷﻲﺀٍ من ﺣﻮﻟﻲ باهتاً ﺃﺳﻮﺩَ ﻛﺄﻧﻪُ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻡُ ﻓﻲ ﻛﺒﺪِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀِ، مدنُ الحبِّ فارغةٌ إلَّا منْ ذاكرتها وصوت ضحكاتِ عشاقِهَا تَعصفُ بهَا كأشباح الموت والحزن واليَبَاب.
أبحثُ في صحراءِ العمرِ عن نفسِي فلا أجدُ إلا بقايَا منْ جسدٍ رَثٍّ وحبٍّ امْتَهَرَتْهُ أنثَى مِنْ سَراب!

*الصورة في العاصمة عمان عند أقدم كشك لبيع الكتب في وسط البلد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.