الأحد، 9 يونيو 2019

كيف تصبح كاتبا بقلم : ثروت مكايد (8-؟)


كيف تصبح كاتبا
بقلم : ثروت مكايد
(8-؟)
كان من حظ دستوييفسكي العظيم أن عرض أول عمل له - وكان رواية المساكين أو الفقراء - على بيلنسكي وهو من أجل نقاد تلك الفترة ، فطار بها كل مطار ، وذاع صوت دوستويفسكي من أول عمل له ، نظرا لثناء بيلنسكي عليها أما نجيب محفوظ فظل يكتب حينا من الدهر دون أن يعرفه أحد حتى قيد له من ينتقد روايته خان الخليلي ..
فإن لم يقدر لك ناقد يبرز عملك فلا تعرضه على صديق كما ذكرت قبل كما لا تعرضه على زوجتك إن كنت كاتبا لأنها لن تنظر إليه ، وستقول لك أنه جيد ، تخلصا من إلحاحك بينما قد تلعن العمل وكاتبه في سرها ..
فالزوجة لا تنظر إلا إلى عائد العمل المادية ولعلها بقولها لك أنه جيد ترمي للحصول منك على مال تشتري به باروكة أو جونيلة أعجبتها أما إذا كانت كاتبة العمل هي الزوجة فإن الزوج سينظر إلى ما كتبته زوجته نظرة ازدراء وسخرية ، وسيحاول تثبيط عزيمتها كيلا تشغل بخيالاتها المريضة عن أشغال المنزل وهو ليس على استعداد أن يحرم نفسه من طبق واحد من الملوخية من أجل ما تظنه المرأة أي زوجته من أوهام ..
وإياك أن تتسرع أنت أيها الكاتب فتحكم على عملك ولكن دعه حينا حتى يبرد فتنظر إليه نظرة غريب فهنا ربما يكون حكمك أقرب إلى الصواب ..
إن الأم حين تسأل عن ابن لها تصفه كما تصف بطلا وهو في حقيقته ليس أكثر من برص أو خنفساء ..
وعموما فأنت الآن قد حزت على ملكة الكتابة وفي وسعك أن تخطو أولى خطواتك إلى الطائفة الثانية وهي على درجات كثيرة وأنت على الدرجة الأولى لا زلت فماذا تصنع ؟ ...
هذا ما سأحدثك عنه في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.