لؤلؤة
إحتدم القدر وقدر أن يكون إبتلاء
أصابني وعساه إلا يكون شقاء
داويت مصيبتي بكأس الدعاء
كحال كل أمر يأتي به القضاء
لم أقنط رغم الأسى دون الوفاء
وخضعت لربي وأرتضيت البلاء
سجنت قلبي وأيقظني الدهاء
وحال دون موتي عشق له أصداء
تركت الألم وتنفست الصعداء
يوم جاء القدر بمن تدعى صفاء
شتان ما بين ماض وحاضرها
كما الفرق بين الأرض والسماء
أشعلت بالروح نار تجذبني لها
وفي إخضاعها خلودي والبقاء
تشرنقت وطرحتني بمشاعرها
على ضفاف صدرها حين اللقاء
خاضت بحار قلبي لؤلؤة ونورها
حفر في كبدي مجرى النبلاء
ركض خلف أوردتي سهم لحظها
وإضاءة الرحب الفسيح بهاء
أزاحت دياجي الخوف عيونها
ورفعت شعار العشق في الفضاء
أستحى البدر وصمت بحضورها
ومن جبينها أرسلت الشمس ضياء
بأمر العشق سلمت لذاتي نبضها
وعزفت على وتري عزف الرجاء
بالإقلاع عن الحسناوات دونها
لتصغي لعشقي إلى حد الإنتهاء
رموشها جبال تواري حسنها
والمقل ياقوت يملأ الدنيا ضياء
سحر الروابي في ربوع أيامها
وفي أيكها معنى الغزل والرخاء
حملت وجودي ووضعت لحنها
على روحي بعدما أجهضت العناء
لؤلؤة . سيد أبوزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.