الاثنين، 1 أكتوبر 2018

اصول الاخلاق بقلم د. صالح العطوان الحيالي


اصول الاخلاق
ـــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 26-9-2018
الأخلاق هي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردةً للشر وفقاً للفلسفة الليبرالية وهي ما يتميز به الانسان عن غيره. وقد قيل عنها إنها شكل من أشكال الوعي الإنساني كما تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدل والحرية والمساواة بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب لتكون سنداً قانونياً تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين. وهي السجايا والطباع والأحوال الباطنة التي تُدرك بالبصيرة والغريزة، وبالعكس يمكن اعتبار الخلق الحسن من أعمال القلوب وصفاته. فأعمال القلوب تختص بعمل القلب بينما الخُلُق يكون قلبياً ويكون ظاهرا أيضا.
والأخلاق هي دراسة، حيث يقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي تضع معايير للسلوك، يضعها الإنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات ومبادئ يمشي عليها وأيضا واجبات تتم بداخلها أعماله أو هي محاولة لإزالة البعد المعنوي لعلم الأخلاق، وجعله عنصرا مكيفا، أي أن الأخلاق هي محاولة التطبيق العلمي، والواقعي للمعاني التي يديرها علم الأخلاق بصفة نظرية، ومجردة". والكلمة الإنكليزية للأخلاق «Ethic» مستخلصة من الجدار اليوناني «ἤθεα» (إيثيه) أي «عادة». وتكون الأخلاق طاقما من المعتقدات، أو المثاليات الموجهة، والتي تتخلل الفرد أو مجموعة من الناس في المجتمع.
الأخلاق هي عنوان الشعوب، وقد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي: « وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فـإن هُمُ ذهبت أخـلاقهم ذهــبوا ». وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى العادات السيئة، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ". فبهذه الكلمات حدد الرسول صلى الله عليه وسلمالغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون، إن التحلي بالأخلاق الحسنة، والبعد عن أفعال الشر والآثام، يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
فالأخلاق الإسلامية هي الأخلاق والأداب التي حث عليها الإسلام وذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أكمل البشر خلقا لقول الله عنه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 
قلَّما نجد من يقتدي بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في خُلقِ الرِّفق.. كان رفيقًا بالناس رفيقًا بتلاميذه.. رفيقًا بمحبيه.. رفيقًا بالإنسان والحيوان والجماد.. مدرسة فريدة هي أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم.. وفصل الرِّفق منها قل من يدخله لينهل من رِفق النبي صلى الله عليه وسلم.. هل يُعدُّ هذا زهدًا في التعلم بتعاليمه أم من ركون إلى الدنيا وخضوع للنفس والهوى. إليكم بعض ما يُدرَّس في مدرسة الأخلاق العليا.. مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم في باب الرِّفق: - عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: "بينا أنا أُصلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكْلَ أُمِّيَاه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمَّا رأيتهم يُصمِّتونني لكني سكت، فلما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي، ما رأيت مُعلِّمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كهرني[ انظر لسان العرب]، ولا ضربني، ولا شتمني. قال: «إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النَّاس، إنَّما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» (صحيح مسلم: [537]). كما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يُبيِّن للناس الأمور بالرِّفق، ومن ذلك الشاب الذي طلب منه أن يأذن له بالزنا، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: "إن فتى شابًّا أتى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مَهْ مَهْ. فقال: «ادْنُه»، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: «أتحبُّه لأمِّك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لأمهاتهم»، قال: «أفتحبه لابنتك؟» قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لبناتهم»، قال: «أفتحبه لأختك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لأخواتهم؟» قال: «أفتحبه لعمتك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لعماتهم»، قال: «أفتحبه لخالتك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لخالاتهم»، قال: فوضع يده عليه، وقال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرجه»، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء"[رواه ابن ابي عاصم وابن الاثير]. - وعن عبادة بن شرحبيل قال: "أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فأتيت حائطًا من حيطانها، فأخذت سنبلًا ففركته فأكلته، وجعلته في كِسائي، فجاء صاحب الحائط، فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت النَّبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال للرجل: «ما أطعمته إذ كان جائعًا، أو ساغبًا، ولا علَّمته إذ كان جاهلًا»، فأمره النَّبي صلى الله عليه وسلم، فردَّ إليه ثوبه، وأمر له بوسقٍ من طعام، أو نصف وسق"[رواه احمد والبيهقي]. وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا بقومه رغم أذيتهم له، فعن عروة رضي الله عنه: أنَّ عائشة رضي الله عنها زوج النَّبي حدثته أنَّها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحد؟ قال: «لقد لقيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يوم العقبة، إذ عرضتُ نفسي على ابن عبد يَالِيلَ بن عبد كُلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ، ثُمَّ قال: يا محمد، فقال ذلك فيما شئت، إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبين[4]؟»، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (رواه البخاري: [3231]، ومسلم: [1795]). - وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا في تعليمه للجاهل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ مَهْ. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُزْرموه[5] دعوه»، فتركوه حتى بال، ثُمَّ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: «إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنَّما هي لذكر الله عزَّ وجلَّ والصلاة وقراءة القرآن»، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلوٍ من ماءٍ فشنَّه عليه" (رواه مسلم: [285]). وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا بنسائه، فعن أنس رضي الله عنه: "أن النَّبي صلى الله عليه وسلم أتى على أزواجه، وسَوَّاق يسُوقُ بهنَّ يُقال له: أَنْجَشَة، وكان يَحْدُو للإبل ببعض الشعر حتى تسرع على حِدَائه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ويحك يا أَنْجَشَة، رُوَيدًا سَوْقَك القوارير» (رواه مسلم: [2323]). كما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يرفق بأبناء المسلمين، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر، ثم يضمهما، ثم يقول: «اللهم ارحمهما، فإنِّي أرحمهما» (رواه البخاري: [6003]).
أصول الأخلاق والأدب كما اوصانا الرسول عليه الصلاه والسلام على المسلم أن يلتزم بها. 
‏ قال رسول صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت وهي مهارة ضبط اللسان "
قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » .
‏" مهارة ضبط الفضول "..
لما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : « لا تغضب » ، فردد مراراً قال : « لا تغضب » .وهي مهارة ضبط النفس "
قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه » وهي مهارة سلامة القلب"
سئل حكيم : كيف تعرف ود أخيك؟ 
فقال : يحمل همي ، ويسأل عني ، ويسد خللي ، ويغفر زللي ، ويذكرني بربي ، فقيل له : وكيف تكافئه؟
قال : أدعو له بظهر الغيب 
"د.صالح العطوان الحيالي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.