من أكون؟!!
أنا زهرةٌ في صحراءَ دنيويّةٍ، فصحراءُ الحياةِ قاحلةٌ وخاويةٌ وخاليةٌ إلّا مني، أنا الزهرةُ التي نبتت وانبثقت من بين الصخورِ الرمليّةِ فانتصبتْ شامخةً بساقِها الأخضرَ وأكمامِها البريئةِ. أنا نبعٌ نقيٌ في وطنٍ ترويهِ الدماءُ، وأنا طفلٌ باسمُ الحزْنِ يحملُ غصنٙ زيتونٍ وجسدًا مثخَنًا بالشظايا وتطلُّ من عينيْهِ نظرةٌ يائسة. أنا...أنا، أنا من أكونُ؟!!!... أحلُمٌ أنا أم سرابٌ أم ورقةٌ من كتابٍ ممزقٍ....أم قلمٌ؟ حقًا من أكون؟!!! أصندوقٌ خشبيٌّ أنا أم قاربٌ سينجيك من الطوفانِ القادمِ، قل لي كيف سينجيك وهو مثقوبٌ ورياحُ الجنوبِ تعصفُ بهِ فتتوهُ عنه الدروبُ. أنا من أكونُ؟ أنا الزهرةُ التي تساقطت أوراقها وذرتها الرياحُ، لكنّني صمدتُ وبقيتُ زاهيةً أرفرِفُ في عالمِ الحريةِ. أنا من أكونُ؟ فرصةٌ أخرى ضائعةٌ وغريبة عند بوابةِ الحياِةِ. وسألتُ نفسي حائره ذاتَ يومٍ لمَ أصبحتُ أعشقُ المسيرَ في طريقِ الظنون؟ وتساءلْتُ وتساءلْتُ حتى أصابَ جنوني الجنونُ. أنا....أنا....أنا من أكون؟؟!!.... ما بالُ البعضِ ً.. يخفونَ الحقدَ تحت الغرامِ؟ ما بالُهم يتقابلونَ بأذرعٍ مفتوحةٍ وكلامٍ معسول مسموم؟ أنا.. أنا أنا من أكون....بيني وبينَ السعادةِ بحرٌ عميقٌ عميق. فهل يا ترى ستنشقُ إلى النجاةِ طريق أمْ أنّني لا محالة غريقْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.