السبت، 30 يونيو 2018

فِي حَيَاتِكِ رَجُلٌ بقلم الدكتور المنجي المصمودي


فِي حَيَاتِكِ رَجُلٌ
فِي حَيَاتِكِ 
يا سيِّدَتِي 
رجُلٌ مَيَّزَتْكِ بِهِ 
الأَقْدارْ*
رَجُلٌ أَحَبّكِ 
بِكُلِّ مَا أُوتِيَ منْ قُوَّةٍ 
بِإِصْرَارْ*
والْيَوْمَ تَجْرُئِينَ 
عَلَى الشَّكِّ وَيَحِلُّ 
الإِعْصَارْ*
وتُصِّرينَ عَلَى 
الإِفْصَاحِ 
بِمَا حَصَلَ بِمَا 
صَارْ*
تَقُولِينَ إِنَّ جَارَتِكِ 
رأَتْهُ كَانَ ذَلِكَ ذَاتَ 
نَهَارْ*
صُحْبَةَ فَتَاةٍ 
فِي ركْنٍ مُنْزَوِي
بَعِيدًا عَنِ 
الأَنْظَارْ*
فَهَاتَفْتَهِ غَاضِبَةً 
وغَادَرْتِ لِتَوِّكِ 
الدَّارْ*
أَخْطَأْتِ سَيَّدَتِي
كَانَ عَلَيْكِ
أنْ تَتَأَكَّدِي مِنَ 
الأَخْبَارْ*
جَمِيلٌ أنْ تَغَارِي
لَكِنْ وَجَبَ
عَلَيْكِ الإِنْتِظارْ*
لمَاذَا تفَارِقِينَ 
دُونَ تَرَيُّثٍ
أَلَيْسَ هَذَا 
انْتِحَارْ*
كُنْتِ ضَحِيَّةَ حَسَدٍ
والحَسُودُ
مَآلُهُ مَسَدٌ 
وَنَارْ*
وتُصِرِّينَ عَلَى الْفِرَاقِ 
حَتَّى
يُقَدِّمَ 
الأَعْذارْ*
وأَصَابَكِ الإِحْبَاطُ 
وحَالَتُكِ
آلَتْ إِلَى
انْهِيَارْ*
اضْطَرَبَ النَّبْضُ 
وأصَابَكِ هُبُوطٌ 
وانْحِدَارْ*
ومَا زلْتِ 
عَلَى مَوْقِفِكِ 
مصِرَّةً أَيَّمَا 
إصْرَارْ*
نَصَحُوكِ بِقَارِئَةِ الكَفِّ 
وبالطٌَبيبِ يَاْتِيكِ إِلَى 
الدٌَارْ*
كلُّ شَيْءٍ حَوْلَكِ 
أَسْوَدّْوشَمْعَتُك 
عَلَى وشَكِ
الاحْتِضَارْ*
إلاَّ شُمُوعُ الحُزْنِ
والتَّاْبينِ فيِ
قَلْبِكِ كَشُعَاعٍ مِنْ 
نَارْ*
يَنْعَكِسُ عَلَى مُحَيَّاكِ
وَعَلَى وَجْهَكِ 
بِاسْتِمْرَارْ*
وجَاءَتْ قَارِئَةُ الفِنْجَانْ 
قَالَتْ العَيْنُ 
داخِل وخَارِجَ 
الدَّارْ*
مَعْشُوقُكِ يَا بُنَيَّتِي 
شَهْمٌ مِنْ طِينَةِ 
الْكِبَارْ*
وجَاءَ خَيْرُ 
أَطِبَّاءِ الحَيِّ
وَشَخّصَ حَالَةَ 
انْهِيَارْ*
قَالَ يَا بُنَيَّتي 
علاَجُكِ كَالاَتِي
وَهَذَا آخِرُ 
قَرارْ*
رَغِيفُ عِشْقٍ 
في الصُّبْحِ
وَاللّيْل وفِي وسطِ 
النّهارْ*
وأَقْداحُ شهْدٍ 
وعِطْرٍ 
وَأَزْهَارْ*
قُبُلاتٌ
هَمَسَاتٌ
باسْتِمْرَارْ*
ارْجَعِي بُنَيّتِي إِلَيْهِ 
سَرِيعًا
هَذَا هُوَ الْحَلُّ
باخْتِصَارْ*
كَفَاكِ دَلَالًا
فِي حَيَاتِكِ رَجُلٌ 
لاَ كالرِّجَالِ
مَيَّزَتْكِ بِهِ 
الأَقْدَارْ*

الدكتور المنجي المصمودي
صفاقس/تونس
12-03-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.