الثلاثاء، 27 فبراير 2018

غَفْوةْ بقلم الشاعر حسن علي المرعي

.. غَفْوةْ ...
تَحمَلَّ مِنْ عَبيقِ الصَّدرِ لُطفا
إلى أنْ قَلبَهُ بالعِشقِ خَفَّ
وطارَ وجُنْحُهُ قد شَفَّ ورداً
يُقبِّلُ وجْنَةً فَيَزيدُ رَفَّا
وتَجْلو نَفْسَهُ مِرآةُ صَدرٍ
لِكثْرةِ ما تَغَشَّاها تَخَفَّى
كما لو دُرَّةٌ بِبَنانِ رِيمٍ .....
وصُورتُهُ بها تَزدادُ وصفا
لها وعدٌ على عَيْنَيهِ تَصفو
ولم يَحنثْ بوجْهِ الدُّرِّ حَلْفا
قَريبُ العهدِ بالإيتاءِ ليلاً
لِطَرقَةِ بابِها يَرتاعُ رَجْفا
ويَزدَحِمُ النَّهارُ على حِماها
تُقابِلُ بِضْعةً و تَصُدُّ ألْفا
تَردُّ الشَّمسَ في إيماءِ طَرفٍ
تَعَوَّدَ في الأصيلِ الشُّربَ غَرفا
وتَنشرِحُ الرِّياحُ بِكلِّ شَيْءٍ
إذا فَتَحَتْ لها الشُّباكَ خَلْفا
فَمِمّا جَدَّلتْ تَسْتامُ عِطراً
ومِمّا نَشَّرتْ تَجْتاحُ كِتْفا
ومِمّا شكَّلتْ جَدْلاً و نَشْراً
تَعَبُّ اثْنَينِ مَكْسوراً و صِرْفا
وليسَ عليها للأيّامِ جُرحٌ
سِوى ماكانَ بالتَّقبيلِ يَشْفى
تُراوِدُها الفُصولُ بِكلِّ شَوقٍ
فَتمنُحُ ثوبَها وتَغضُّ طَرْفا
فقد يَنْشقُّ عنْ زَهْرٍ ربيعٌ
ولنْ أحكِيْ عنِ الرُّمّانِ صَيْفا
و كيفَ يُفرفِطُ الحَبّاتِ زهْواً
على وادي الجَنَى والجِنِّ كَيْفَ !
ولا تَشْكو الخريفَ وكيفَ عاثَتْ
بِها أنواؤهُ ..... قَطْفاً و نَتْفا
إذا كانَ الشِّتاءُ يلوذُ فيها
ويَدفَأُ حَيْثُ رأسِيْ كانَ يَدْفَى
بِكلِّ حُرُوفِهمْ عَشِقوا عَليْها
ووحدِيْ مِنْ لَمَاها زِدتُّ حَرْفا
فَكفَّى حَيْثُ فاضَ الحَيُّ ورداً
ووفَّى حتَّى دَيْنَ الخَدِّ أوْفَى
ولمْ يَبْقى لأسْئلَتيْ جَوابٌ
سِوى ماكانَ تَحتَ النَّهدِ أغْفَى
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٢/٢٢م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.