الجمعة، 29 ديسمبر 2017

اعترافاتُ عرفاتْ بقلم الشّاعرالمفكر محمد الريحاني


*اعترافاتُ عرفاتْ *
.................. 
سيّدي الحاذق اللبيب...
سيّداتي الحسنوات الجميلاتْ
علمتم ،وربّما مثلكم قدعلمنا
أنّ الموت حقّ .....
ولكن بعد ولادة ومعاش ،فحياة
إذا عُرف السّببْ
بطل العجبْ.....
فلما اليوم ترانا ننكبّ ....
نمشي على مناخيرنا ، فنخيب؟
كذباب ننقضّ على الفضلاتْ
نحسبها وليمة..........فيا للخيبات
اين اللباب المستشار اين الضّمير
ام عبيد نحن في تعاسة كالأمواتْ 
بنفوس مقت ،غافلات جاهلاتْ 
تحت وطأة أقدام الفجّرواللئام 
بلا رحمة تبعثرنا الأوقاتْ
حال مزروالخطب عصيب
ولا يعقب الويل إلا الويلاتْ
فخذ لك من طواف طوفاني 
كبار الحوت وسميكاتْ
ولا تلقي بكنوزالحكمة يا صديقي
في سلّة المهملاتْ
فأنا أبدا أقول بقول غيري .....
يلزمنا المعجزاتْ .......
ولا بما تسمّيه الجهلة .......
لا بدّ من هيبة الكراماتْ......
بل اقول العلم ثمّ العلم
ومعرفة السّبب والعلل والمسبّباتْ
أهرب من حرّها الشّمس ....إن شئتُ
فتقيني الظّلال بلطفها 
وترحم عيني ما حييتُ
وحتّى السّتائرالشّفّافة تغطّيني
ونسيج العنكبوتْ ........
ووريقات من غزل الطّبيعة 
بنات أغصان ونباتْ
وامتصّ بارادتي من بريقها 
تدفئة وقاية من صقيع الغفلاتْ
أنا، الماء لا أخشى طوفانه
فكيف أخشى من كان فيه سرّالحياة؟
لقد غزوت جوفه..... بيقيني
فتصافينا بحبّ في الحين
حتى صارمن جوده يكفيني
فاستبحت منه أسرارالتّمكين
علامة التّأييد لتحراك يميني 
بحكمة أنجمي السّابحاتْ 
بين الأفلاك العاديات 
في بحور العتمة والظّلماتْ
فإذا ما عطشت .....ريّا يسقيني 
إذ يكفيني جغمات ....ومزّاتْ
أولم يكن الماء سبّاق 
قبل التّيمّم بالتّرباتْ
للأنفس الرّاضية المطمئنّة .......
والأنفاس المرضيّة الطّاهراتْ؟
...........
يحيط بي الفكر.....يلبسني
يلازمني ساعات وساعاتْ
يجول بمحيطات كلّي..... ويطوف
كنور بلا كسوف .....
كسخاء خلّ معروف
يهاديني بأنوارالتّجلّي
فيرشدني قبسات ساطعاتْ
وللتحلّي تأييد توفيق وثباتْ 
انبثاق كالشّهب ،انعتاق تنزّلاتْ 
تحيطني من كلّ الجهاتْ
بصمته يحدّثني ، بهمسه العجيب 
ألوان طليقة كالخيالات 
تسبح في البعيد وبالقريب 
واردات شاردات وتأمّلاتْ
يؤرّقني بجهده الشّديد
يقذف بي في ساحات التّجديد 
يسري بلبّي قبل الشّروق
بروق غروب تعرج بقلبي كالبراق 
حمل ثقيل هو في كلّ الحالاتْ
يطوّقني ويمسك بي
كسجين في أمّ قبضته 
ولا أستطيع منه الإنفلاتْ
فتراني يستجيربي الحجى 
يقول لي بربّك ارحمني
مالا طاقة لي به .....لا تحمّلني
فتظلمني وتلقي بي في المهلكاتْ
أرجوك لا تؤرّقني بتلك 
السّياحات كمن يهوى الرّحلاتْ
فماانا إلاوسيط في الأخذ والعطاء
إطّلاع .......وكفى
أكفّي فارغة ولم أسقط في الادّعاء
وأنا بريء من ثناء المديح للكلماتْ
فأنا جهدي ضعيف
والحرف لسمعي رغيف
وبصري في المسافات كفيف
وعالمي إلاّ بيت الشّهادة 
ومتاهات التدبّر لي إبادة
ولا تيه في شعاب الغيبيّاتْ
فارحل بفكرك أيّها الزّعيم 
واتركني هنا أقيم
لقد خاب من استعار من غيره
حمدلات تهليلات .....وبسملاتْ
فالحياة ليست عادة 
بل تجديد زواج فتية وبناتْ
ليصعد الكلم الطّيب 
على أجنحة الباقيات الصّالحاتْ 
تحت رقابة الأرواح المبصراتْ
فاهجرعادات العقلاءْ
فذلك مبلغهم في العناء
اتّباع الظواهر في سرد الآياتْ
وما الإبداع إلا ......فكر خلّاق
نيران تسبح بين الأرض والسّماواتْ 
نبراس مهيمن 
على باطل التّوهّم للآلهاتْ 
فقل إن شئت صدقا .....أهوإله ؟
أم نعمة روح البركاتْ
بل أقول هوالحقّ الحقيق 
نعم الرّفيق الوفيّ 
والصّديق الصّدوق
إذ نطق به همس الصّدى
غاية الرّوح في النّفس المنطوق
لأرياح ....النيّات.....العاتياتْ
....................
....................ريحانيات
الشّاعرالمفكر التونسي * محمد الريحاني*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.