ما عادَ سرًّا
_______________________
لا سامحَ الجبَّارُ أعداءَ الوَطنْ
سَرَقُوا الأمانَ وأشعَلوا فيه الفِتَنْ
ساقوا إلى ظَهِرِ الجياعِ سياطهم
رسموا عصورَ الذُّلِ فينا بالمِحَنْ
كتبوا مع الشيطان عهدًا لم تزلْ
أحلامهُ نسفَ العدالةِ فى المُدُنْ
ما عادَ سرًّا ما يُدَبِّرُ جمعُهمْ
بل باتَ يُحكىَ فى المحافِلِ بالعلنْ
دَفَعوا لبابِ القبرِ أشرفَ أُمَّةٍ
كى تستريحَ بطونُهم طولَ الزَّمنْ
والأرضُ تَجهشُ بالبكاءِ وتشتكى
مِنْ ظُلمِ مَنْ خانَ الأمانةَ أو طَعَنْ
مِنْ غَدرِ مَنْ جَمَعَ الثِّمارَ مُهَروِلًا
ومضى سَعيدًا نحو عُبَّادِ الوثنْ
مِنْ صَمْتِ كُلِّ الضاحكين مَخافَةً
وعقولُهم يأسًا تُنادى للكَفَنْ
مِنْ وأدِ أحلامِ الزهورِ بقَسوَةٍ
حتى يُتاجرَ حاكمونا بالبَدَنْ
وجُموعُنا صارت تُصَفِّقُ عندما
تلقى لُقَيماتٍ برائحةِ العَفنْ
يا أُمةَ الإسلامِ ماذا قد جرى
ما عادَ فينا مِنْ عليمٍ مُؤتَمَنْ؟
أهلُ الجَهالةِ بالعلومِ تَقَدَّموا
ومَضَوا إلى غَزوِ الفضاءِ بلا حَزَنْ
جَعَلوا هُناك العَقَلَ أعظَمَ ثَروَةٍ
فالعَقلُ أبدَعَ كُلَّ نَصرٍ واقترَنْ
وغَدَوتَ يا وطنى بعيدًا نائمًا
لمَّا هَجَرتَ كِتابَ ربِّى والسُنَنْ
أمسيتَ فى أيدى اللصوصِ كَدُميَةٍ
لمَّا قَفَزتَ بنا لأعتابِ الوَهَنْ
إِنِّى أراك اليومَ تَبكى داميًا
وأَراكَ تَدفَعُ عن خطاياكَ الثَّمَنْ
قُمْ فكّ أسرَ العَزمِ سارِع واتَّحِد
لا وَقتَ لِلخُطَبِ البليغَةِ والشَّجَنَ
فَسِهامُ أعداءِ الكَرامَةِ تختفى
خَلفَ الجَهولِ فقد تَنازَلَ وافتَتَنْ
_______________________
من ديوان الشاعر /محمد الشرقاوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.