الجمعة، 18 أغسطس 2017

حوارات مع النفس بقلم سند جبار


جسد.....(حوارات مع النفس)
((إهداء إلى صديقة الطفولة ))
1 - خذني يا حبيبي....
- خذني يا حبيبي إلى مكان لا بشر فيه إلا أنت ...خذني وانا أترك خلفي كل الماضي واترك في سبيلك كل الناس ....خذني بعيدا إلى حيث النور والجمال والحياة ...خذني بعيدا في سيارتك وانا اجلس جنبك اسمع موسيقى فيروز وهي تقول (خدني يا حبيبي ع بيت مالو بواب ...) .... وان مت إلى جانبك ساموت وانا بمنتهى السعادة .....
*أضواء وضوضاء وصوت مرتفع وصرخات ....ومن بعدها ظلام... اسمع صوت فيروز نعم اسمعه وهي تغني (خدني يا حبيبي ع بيت مالو بواب. ..) لكني لا أرى شيء عيني مغمضة فتحت عيني قليلا لأجد أشخاص لا أعرفهم يحيطون بي ... أغمضت عيني وانا اسمع أحدهم يقول لقد تمزق الوجه تماما ... وآخر يقول خطيبها الذي احظر ها من يومين هرب ما ان عرف أن وجهها تمزق.... ماذا هرب هرب كيف يهرب ويتركني! !! ... مازالت موسيقى فيروز في اذني (خدني يا حبيبي ع بيت مالو بواب. ...)
.
2 - كرسي متحرك....
- كان يمكن أن لا اهتم لذالك الخطأ البسيط فكلنا نخطأ لسنا ملائكة على أي حال ... وليس من المعقول أن أغضب على صديقة عمري لخطأ بسيط واحد ارتكبته ثم ما كان يجب أن اشتم أمها واصفها بالعاهرة ...فما ذنب أمها بأخطاء ابنتها ... أتذكر أمها كانت امرأة حنونة وطيبه لا تستحق الشتم ... انا نادمة لاني شتمتها ونادمة أكثر لاني سرقت دبوسها الجميل ..رغم أني أعطيت ذلك الدبوس لتلك البنت الفقيرة ...لكن كان يجب أن أعطيها المال فهي تحتاجه أكثر من الدبوس يا لغباءي وبخلي. ..كان يجب أن اساعدها وخصوصا وانا أراها تصطحب تلك الطفلة الصغيرة معها ذات الوجه الشاحب والجسد الهزيل ...نظرات تلك الصغيرة كانت نظرات توسل وجوع...لن أنسى تلك النظرات ماحييت. ... ولن انسى ذالك الرجل الذي اعتقدته شحاذا لم أعرف أنه يريد تحذيري من تلك النيران الصغيرة في حديقتي... ملابسه الرثة جعلتني اصرخ عليه واطرده وهو كان يريد انقاذي ...يا ويلي احتاج لأن اعتذر منهم احتاج الى ان اقابلهم مرة أخرى لامد لهم يد الحب ...كم كنت متعجرفة. ... (عجوز بشلل كامل على كرسي متحرك عينها ناظرة للسقف)..... 
.
3 - أيام شتويه. ...
- أيام الشتاء كئيبة ... ومع هذا فهي توحي لي بالمرح وخصوصا حين اعود من العمل يوميا وانا امشي مرة على حافة الرصيف ...كنت أحب هذا منذ أيام الطفولة شرط أن اتزن ولا أقع أعتقد اني بارعة في هذا ...ثم احسب خطواتي من هذه الشجرة إلى ذالك البيت وانا اغني اغنية جميلة وانسى كم خطوة خطوت. .. حتى اقترب من بيتي لكن كان هناك قضبان سكة القطار التي اقفز فوقها متحدية تلك القضبان ... حين أصل البيت يستقبلني أولادي بالابتسامه وابداء اسخن الطعام الذي اعددته فجرا قبل الذهاب للعمل ...بعدها اغسل الصحون وانظف البيت وفي نهاية اليوم نجلس نستمتع بالتلفاز في الحقيقة انا وحدي اجلس أمام التلفاز فقد انفض من حولي أولادي حتى اشعر بالنعاس إذهب للسرير وانام بسرعة..... المنبه يرن الساعة الرابعه والنصف فجرا ...يوم شتوي جديد اخر ... افتح عيني أحاول إغلاق المنبه لكني لا استطيع الحركة ولا الكلام بقيت أكثر من ساعتين وانا مشلولة بصوت خافت بلا امل ...حتى جاء ابني الأصغر وطرق الباب وانا أحاول أن ارفع صوتي حتى دخل فوجدني مفتوحة العين لا استطيع الحركة عرف أن هناك خطب ما ايقض بقية إخوته ونقلوني للمشفى وهناك اخبروهم اني أصبت بجلطات متعددة سببت شلل وعدم نطق... أخرجت من المشفى ومرت الأيام ثقيلة لكني أتذكر دوما حين امشي على طرف الرصيف دون أن أقع ثم احسب خطواتي بين الشجرة والبيت وانا اغني فانسى الحساب لكم اشتاق تلك الاغاني الجميلة واشتاق أكثر للقفز فوق تلك القضبان ...انا مشتاقة لاستعادة أولادي لم أعد أراهم أو ارى ابتساماتهم... وانا أعد لهم لهم الطعام...نعم الطعام ... انا اشعر بالجوع .... لقد تركني الجميع....
سند جبار. ......2000....2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.