نكران
مثلٌ قديمٌ لا أراكَ حفظتَهُ
الحبُّ لا يخفى إذا أخفيتَهُ
فالعينُ قد نطقَت وأنتَ كتمتَهُ
اللّونُ يُفشي ماكَتمتَ بحُمرةِ
فالخَدُّ يشرحُ في بتائلهِ التي
بانت كوردٍ بالهوى روّيتَهُ
قد كان قلبي قبل قلبكَ ضامرًا
أرسلتَ قلبًا بالمحبةِ عامرًا
ما كنتَ تقصِدُ عندما أرسلتَهُ
لوّعتني يا من بلوتَ بلَمحةٍ
وبثثتَ وجدًا في رسائلَ نظرةٍ
هل كنتَ تلعبُ أم تراكَ بثثتَهُ
أدخلتَ من حُسنِ المفاتنِ حرقةً
فتركتَ جمرًا في فؤاديَ صُدفةً
وحلفتَ لا تدري فأين تركتَهُ
ما السِّرُّ في دمعٍ جرى من مقلتي
لما رأيتُكَ في طريقِ محبّتي
أنسيتَ دربكَ أم تُرى نُسّيتَهُ
أشكو هواكَ فهل رأيتَ ملامةً
علّمتَ قلبيَ أن يذوبَ صبابةً
قد ذابَ قلبيَ عندما علّمتَهُ
الشيبُ أعلنَ قهرَهُ لحبيبهِ
فسكرتُ عن قهرِ النّوى بمَشيبهِ
وسخرتَ من شيبٍ لِما شيّبتَهُ
أعطيتَني عشقًا فمُتُّ بذُلِّهِ
حرّمتَ مني ما ظننتُ بحِلِّهِ
أم تدّعي جهلًا لما حرّمتَهُ
قد كنتُ أُعرَفُ عاقلًا بعشيرتي
العقلُ كان على الدّوامِ مطيّتي
سوّيتَ عقليَ عاشقًا وأخذتَهُ
أغويتَهُ فالحبُّ كان غوايةً
قد جُنَّ فيكَ فهل لديكَ درايةً
في رَدِّ لُبٍّ في الجوى جَنّنتَهُ
ضيّعتَ فكري في هواكَ وبنتَهُ
وعَلِقتُ كُليَ في الغرامِ فبِنتَهُ
ياليتَ أنكَ لم تكن علّقتَهُ
الحُبُّ جهلٌ والمتيّمُ جاهلٌ
أشقيتَني وَصَبًا وصَبُّكَ غافلٌ
والآن تُوقِظُ عاشقًا أشقيتَهُ
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.