الأحد، 15 مايو 2016

*العجــــــوز والحـــــــب * قصة قصيره كتبها الاديب والشاعر / على عوض


( لم ارك لمده يومين ارجو ان اطمئن عليك )
كانت هذه رسالته القصيرة لعبير ...ولم يصله رد لعدة ايام ...ثم جاء الرد ..كنت مريضة والحمد لله الان ...صدمه الرد الجاف

وهو من يكن لها كل المشاعر النبيلة ..كانت اصغر منه بسنوات كثيرة ...كان ضعف عمرها تقريبا ...وكان يرأسها بالعمل ...توطدت بينهما صداقة كبيرة ...كانت تبثه همومها وهو يستمع لها وينصحها بقلب الاب وبمشورة الصديق المخلص ...وعلم
ماتخفيه عن زميلاتها وعرف انها مطلقة ولديها طفل عمره سبع سنوات ...وقفبجانبها فى ازماتها المادية والنفسية وكانت تتصل به وتكلمه بضع مرات كل يوم وبدأ قلبه ينبض من ناحية عبير ...بل اصبح يعشق اسمها ...وكان يتعمد ان
يتحدث مع طفلها ويتفق معه على مطالبة الام بان تقوم بعمل فسحة له فى احدى القرى السياحية المنتشرة ...ووقتها كان يرافقهم ويلبى للصغير كل مطالبه وكانت عبير تفرح لتقاربهما ...ومنذ عدة ايام لاحظ تغيرها من ناحيته ومحاولتها
تجنبه فى العمل ...وكذا لم تعد تطلبه تليفونيا او حتى دردشة على الفيس ...وجاءه الخبر بالصدفة ...ان احد الزملاء الشباب ينوى خطبتها ...فكر وتدبرامره واراد ان يصارحها بحبه ..لكن عجز عن المواجهة خوفا من الرفض وكان يريد ان يأخذ زمام المبادرة ليسبق لخطبتها فارسل لها رسالة يعترف بحبه وانه يتمنى ان يتزوجها خاصة انه صديق لها ولابنها ..وانه لم يصرح من قبل اعتمادا على ان حبه افعال واهتمام وليس اقوال ....خاصة انه ارملوقد تزوج ولديه ويعيش وحيدا ....وانتظر ...ثم انتظر ....وتأخر الرد كان يعتقد انها تفاضل بينه وبين الشاب المتقدم ..او انها تفكر فى عرضه
ثم فوجىء بها تتصل بالموبايل وتصرخ فيه قائلة : ماهذا الكلام الذى ارسلته لو قرأته والدتى ماذا تقول عنى ...وهى تفهم ان العلاقة بيننا علاقة اب وابنته ...او علاقة صديق مخلص ...فقط لم اشعر نحوك بغير ذلك ارجو الا تحدثنى فى ذلك مرة اخرى ...وقم بحساب ديونى لديك لكى ادفعها على اقساط ....افاق من الصدمة واحس بالم فى اذنيه من صرخاتها ...واحس بمشاعر متباينة ..بجرح كرامته ...وبالغضب ...والحزن ...لكنه رد فى هدوء انت تقولين كنت صديق او والد لى ...فهل يسترد الوالد ما اهدى لابنته .... ربنا يوفقك .....نظر الى لاشىء ...صرخ يعاتب قلبه : فعلا كيف يلتقى الخريف والربيع ...فرد قلبه : اليس اسمهما الاعتدالان ؟؟ كلا كلا ...عرف انه كان يعزف على اوتار ممزقة ...وكان يعزف بعد
انتهاء الحفل ..كيف تغلب قلبه على عقله واحبها ...وهل من الممكن ان يعودا اصدقاء مرة اخرى ...اجاب عقله : لا اعتقد ذلك ..ولكنه سمع بكاء قلبه فهدهده قليلا وقال بعض اشعاره العامية التى يكتبها ويحبها :
مهما كبر السن ..القلب عمــــــره ما يقــدر يبطـــل دق ولو خبط الحب على بـــــــابـه عمـــــره ما هـــيقول لأ
مـــا يهمــموش كـــلام العــقــــل مهمـــا كـان حـــــق دى الحياة من غير حب ..عربية عطلانة وعايزة الزق
وابتسم ابتسامة مريرة سالت معها دموعه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.