الثلاثاء، 9 فبراير 2021

سياط النفاق حكمت نايف خولي

 سياطُ النِّفاق

كم تجلدُ ضمائرَنا سياطُ النِّفاق
وتنهشُ أرواحَنا أنيابُ التَّصنُّعِ والزيف
كم تمزِّقُ شغافَ قلوبِنا خناجرُ الخداعِ والكذب
كم تستعبدُ عقولَنا الخرافاتُ والأوهامُ والأساطيرُ
كم تقيِّدُ سلوكيَّاتِنا مفاهيمٌ بائدة متعفنةٌ
تتحوَّلُ إلى هلوساتٍ وأفعالٍ قسرية
تتحكَّمُ بنا ...تخدِّرُ أحاسيسَنا ...تيبِّسُ مشاعرَنا
تُحيلُنا إلى أرقامٍ مهمَّشةٍ خارجَ سفرِ الحياة
نولدُ عبيداً تقمِّطُنا سلوكياتُ ومفاهيمُ وعاداتُ أهلِنا
اللاواعية والمحنَّطة في مقابر الماضي
يستلمُنا المجتمعُ ليصبَّ في صندوقِ عقولِنا
حاوياتٍ من الزبالةِ والأقذارِ والتفاهاتِ وسفاسفِ الأمور
يلوِّنُنا المجتمعُ بآلاف الألوان
ويشكِّلُنا بما لا يُعدُّ ولا يحصى من الأشكال
نتقنَّعُ بألفِ ألفِ قناع ونتوجهنُ بألفِ ألفِ وجه
نغتربُ عن ذواتِنا ونصبحُ بلا هوية ولا انتماء .
أصبحنا ننتمي إلى ألفِ ألفِ صنمٍ
ونخضعُ لألفِ ألفِ إله
غرباءٌ عن ذواتِنا غرباءٌ عن جوهرِ كينونتنا
غرباءٌ.. غرباءٌ في صحارى مقفرة موحشة
تلوكُنا وتمضغُنا أضراسُ البؤسِ والنَّوائبِ
وتتقيؤنا أفواهُ النَّكبات والكوارثِ
نقفُ حائرين تلفُّنا غمامةٌ قاتمةٌ من الذهولِ والاندهاشِ
من نحنُ ؟؟؟ولما نحنُ في هذا الوجود ؟؟؟
من جفَّفَ ينابيعَ الفرحِ في قلوبِنا ؟؟
من يبَّسَ أزهارَ السعادةِ في أرواحِنا ؟؟
من خنقَ الأملَ وذبحَ الرجاءَ في نفوسِنا ؟؟
من أحالَنا حجارةً وحصىً
مرميةً خارجَ قارعةِ دروب الحياة ؟؟
من غرزَ الأشواكَ في مآقينا وأحالَ دموعَنا
دماءً سوداءَ تنزفُ من أرواحِنا المتحنِّطة ؟؟؟
من أحالَ أحلامَنا وأمانينا
إلى عقاربَ وأفاعي تُشبِعُنا لسعاً بدلاً
من أن تطيرَ بنا إلى شواطىء السعادة ؟؟
ونظلُّ عبيداً مهمَّشين لأننا لم
ولن نتجاسرَ أن نقولَ :لا للطواغيت المعشِّشة
في عقولِنا وأرواحِنا
لم ولن نتجاسرَ أن ننزعَ عنا أقمطةَ الطفولةِ
التي قمَّطنا بها مجتمعٌ جاهلٌ متعفِّنٌ
آهٍ أيَّتها البشريةُ كم انت شقيَّةٌ
آهٍ أيها الإنسانُ كم انت معذَّب
حكمت نايف خولي
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.