الاثنين، 1 فبراير 2021

محمد الدبلي الفاطمي

 منذ أنْ وقعتِ الشّعوبُ العربيةُ في قبضة المُستعمرين الأوربيين عمد هؤلاء المُحتلّون إلى نشر المدارس بهدف نشر ثقافتهم ومُعتقداتهم بعد أن اقتنعوا بأنّ الإحتلالَ الحقيقي والقابل للإسمرار هو الإحتلالُ الثقافي.وفي هذا السياق هُمّشتِ الثقافةُ الأمّ وتدنّى الإهتمامُ باللغة العربية إلى الحضيض بينما نشطت البعثاتُ التبشيرية الأمرُ الذي أفرز جيلا جديداً سهّل تغلغل الإحتلال وساعد على اختراق المجتمعات المستعمَرة وإخضاعها إلى ما يراهُ المحْتلُّون يخدمُ مصالحهم .

هكذا أوجدتْ ثقافةُ المُستعْمرِ لها مكاناً في حياة الشعوب المُسْتعْمَرة بحيثُ أصْبَحتْ شرّاً لابدّ منه.وقد تجندت حركاتُ المقاومة بما تيسّر لها لطرد المحتلّين لكنّ مُقاومة الإحتلال الثقافي لم تكنْ في المتناول بسبب الضّعف المعرفي وتدهور لغة الضّاد.وحيث أنّ الإحتلال الثقافي كان قد تمكّن من غرس مخالبه في الفريسة لمْ يعُدْ هناك مخرجٌ للإفلات من المُفترس.وقصيدتي هذه تتناول الواقع الذي نتجرّعُ مرارته كلّ يوم . .
كنّا نظنّ بأنّنا نتجدّد
مالي أرى وعلى الورى أتوجّع***واللّيل داج والقـــــــــــذارة مرتع
إنّي ليحزنني الهوان بأمّتي***ويزيدني نـــــــــهب الرّعاع فأجــزع
تحلو الحياة لمارق أو مخبر***فتراه خلف ظهــــورنا يتمتّـــــــــــع
ولمن يراوغ بالتّوهّم نفسه***ويقودها نحو السّراب فتطــــــــــــمع
تتعدّد الأوهام في نظراتنـــا***حينا ويوقظـــهــــــا الرّدى فتـــودّع
////
كنّا نـــــــــــظنّ بأنّنا نتجدّد***واليوم في كلّ الـــــقشــور نـــــــقلّد
ما كان أن ندع البلاد بلا غد***حتّى يحاصرها الفســــــاد الأسود
مازال يقـــمع كلّ حرّ ثائر***والبطش في وطن الضّــــعاف يعربد
يا من يبدّل كلّ حين بدلة***ســـــنراك حتمــــــــــــا صاغرا تتودّد
قبحا لوجهك في الوجوه قد ارتدى***بطشا فأصبح كالصّدى يتردّد
////
مابالمـــــــصائب عندنا تتكرّر***وكأنّ قـــــــــــمع الغاضبين مقدّر
تنمو بمغربنا المفاسد مثلما***تنمو الحـــشائش والنّبات الأخــــضر
أيباح نهب الكادحين بأمّتي؟***والظّلم أخبث في الحيـــــاة وأخطر
إن حلّ في وطن تشرّد شعبه***وأتت إليه من الخــــــطوب الأنهر
لو كنت أدري ما الحلول طرحتها***ولكنت مقتنعــــــــا بما أتصوّر
////
ظلّت بصبيتنا المدارس تلعب***ودروسها في النّاشئــــــين تخرّب
ظلّت تعلّمهــــــم بلا لغة ولا***علم إلى أمّ الــــــــمعارف يـنـسب
كم عاجز فيها يعلّم منطقا***يؤذي اللّسان وبالتّــــــــــــأمّل يهرب
يعدي الصّغار بلهجة مذمومة***وبها يــــــعلّم في الدّروس ويكتب
إنّ الصّغار إذا تخرّب علمهم***أضحوا حميرا في الورى تتـعذّب
////
يا من يدرّس في العلوم ويفهم***إنّ الضّـــــــمائر بالرّضى تتعــلّم
دع عنك ســيطرة الرّعاع فإنّها***في الفقه تغتصب العقول وترغم
وزن الكلام بحـــــــــنكة وتمكّن***واعلم بأنّك في الصّـــــغار تعلّم
واحذر معاملة الضّعيف بقسوة***واخفظ جناحك فالتّواضــــع يلزم
وإذا أصابك بالأذى متـــــــعلّم***فاصبر فإنّك في الختام ستــرحــم
////
قف للمدرّس فالوقوف يبجّل***واسمع نصائح من يقـــــــول ويفعل
واحرص على فهم الشّروح ولا تكن***فضّا كسولا دائما تتســــوّل
واعشق منافسة العظام فربّما***تأتي الرياح بما اشتهيت فتنــــــهل
وعليك بالعــــمل السّديد فإنّه***مفتاح فقـــــــــــــــــه بالفلاح يكلّل
والرّجس فاهجر وابتعد عن أهله***واختر رفيقا بالصّداقة يعمـــل
محمد الدبلي الفاطمي
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏نص مفاده '‏نريد تعلما يمحو المآسي بترقية المعارف في البناء يلقن للصغار بنهج فن يلطفه التودد في العطاء محمد القاطمي فتصبح أسرة التعليم أقوى على حمل الأمانة في الأداء‏'‏‏
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.