باسم الله الرحمان الرّحيم الذي يعلم ما تُخْفي صدور النّاس وما يُعْلِنون.له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيئ قدير.
جاء في الأثر أنّ الظّلمَ ظُلمات يوم القيامة.وأوصى لقمانُ الحكيم ابنه ألاّ يشرك بالله لأنّ الشّرك ظلمٌ عظيم.لذلك اعتبرَ الظّلمُ شركا وكفراً بمالك يوم الدين.وقد حرّم الله الظّلمَ على نفسه وجعله حراما بين الناس.
إنّ ظُلمَ الحاكم لرعيته من اكبر الكبائر عند الباري جلّت قدرته.وما قصصُ موسى عليه الصلاة والسلام مع الفرعون في بلاد مصر وقصص المرسلين والأنبياء كسيدنا شعيب وسيدنا صالح وسيدنا يونس وغيرهم إلاّ إنذاراتٌ يُبيّن بها العزيز الجبار عاقبة هؤلاء الذين طغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد.قال تعالى على لسان سيدنا سليمان في سورة النّمل:ومن شكر فإنّما يشْكُرُ لنَفسه ومن كفرَ فإنّ ربّي غني كريم.صدق ربّنا الكريم.
ومن ظلم العباد فقد كفر
تذكّر أنّ موتك مُنتــــــظرْ***وأنّهُ في الحــــــــقيقة لا مفــــــــــــــرْ
ستطمر ميّتا تحت التّراب***كما حــــــــكم القضـــــــاء مع القــــدرْ
وتعلم حينها علما يقينا***بأنّ المــــــــوت يفــــــتــــك بالبـــــــــــشرْ
وأنّ الكلّ في الدّنيا سيفنى***ويبقــــــــى مــــــــن أعـــدّ لنا ســــــقرْ
هو الرّحمان ربّي جـــلّ ذاتا***ومن ظلم العــــــــباد فقــــــد كـــــــفرْ
////
سيأتينا المكلّف بالأجلْ***فيـــــــسألُ من أتاهُ عــــن العـــــــــــــــملْ
ويرهبك السّؤالُ عن المعاصي***وفي الأحشاء ينـــــفجرُ الوجـــــلْ
يعدّ الموت في الدنيا انتقالا***إلى دار البــــــــقاء لمـــــــن رحـــــلْ
وعيش المرء في الدّنيا كظلّ***تحوّل مــــــــكرها ثــــــمّ انتــــــــقلْ
فلا تفرح بعيش فيه موت***فإنّ المــــــــــوت يأتـــــــي بالأجـــــــلْ
////
أرى الأيّام تلتهم العصورا***وتبني بالعـــــــباد لها القـــــــــصــــورا
فتترك خلفها الآثار حتّى***تبيّن أنّــــــها ابتــــــــــــــلعت دهــــــورا
ويدفن بعضنا بعضا ونمضي***لنســـــكن بعد رحلتنا القـــــــبــــــورا
فكيف بنا نشكّك في رحيل***سنشهد بعد رقدته النّـــــــــشـــــــــــورا؟
كذلك في الممات لنا لقاء***فنكتـــــــــشف المحاسن والشّـــــــــــرورا
////
ألا هبّوا جميـــــــعا تائبينا***فقــــــــد نصــــــب اللّعيـــــن لنا الكمينا
أتى إبليس بالعصيان ظلما***وعــــــــقّ الله إذا نقــــــض اليمـــــــينا
وحين رأى المصير غدا سعيرا***غوى الإنسان فارتكب المــــــــشينا
وجاهد في العباد بلا انقطاع***فنال من الطّـــــــــغاة الظّــــــــــالمينا
وأمّا المطمئنّ بذكر ربّي***فكان توابـــــــــــــــــه أجرا ثمــــــــــــينا
////
تعلّم أن تكون مـــن الرّجال***بصـــــــــدقك في الحــديث وفي الفعال
وأصلح بالتّعــــلّم كلّ عيب***أصـــــــــابك بالرّذيل من الخـــــــــصال
وأبعد عن ظنــونك كلّ سوء***فسوء الظّنّ يعــــــــــــصف بالنّــــــوال
وأحسن ما استطعت إلى الأهالي***وأوضح في الجواب عــــلى السّؤال
فخير المــــــرء في الدّنيا فلاح***وشرّه في الحيـــــــــــــــاة من الوبال
////
بشرْعِ العابِ تُغْتَصبُ الـــعذالهْ***فَيرْكَبُ فوقَ أَظْـــــــــــــــهُرنا الحُثاله
يُروّضُنا بِسَوْطِ القَـــــــهْرِ قوْمٌ***ضمائِرُهُمْ تُضَلّلُها الجــــــــــــــــــهالهْ
بَغوْا في الأرْضِ واتّخذوا سبيلا***إلى الإفْساد في قِيَــــــــــــمِ الأصالهْ
وما عَلِموا بِأنّ الصُّـــــــبْحَ آتٍ***وأنّ الظُّــــــــــــــــــلْمَ تَكْنِسُهُ العَـدالهْ
فَذَكّــــــــــرْ إنّما الذّكْرى بَلاغٌ***وَتَذْكِرةٌ لمنْ أَلِــــــــــــــــــفَ الضّلالهْ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.