قصة قصيرة
بقلم: مرشد سعيد الأحمد
المُلا خلف
الجزء الثالث
بعد أن تتلمذ المُلا خلف على يد الشيخ حميدان على أمور كثيرة في العمل الصوفي مثل غسل الأموات وتلقين الميت وما إلى ذلك من أمور أخرى.
ترك عمله في الأرض كفلاح يزرع القطن والقمح والخضار وتفرّغ للعمل الصوفي لما فيه من مردود مادي يقدمه أهل الميت للمُلا خلف وزوجته سراب لما تقوم به من النواح أثناء البكاء أو الحديث عن الحياة في الدنيا والآخرة بالإضافة لبعض الأدعية وإقامة الموالد للنساء مقابل عمل زوجها أيضا للرجال.
وفي ذات يوم كان الملا خلف يجلس في صدر المجلس في إحدى خيم العزاء وأمامه مايكروفون ويتحدث للحضور عن واجبات الزوجة تجاه زوجها حيث قال:
لقد وردت أحاديث كثيرة عن نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم حين قال: خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك, وإذا أمرتها أطاعتك, وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك وقوله:
( لوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، لأَمَرْت اَلنِّسَاء أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ، لِمَا جَعَلَ اَللَّه لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ اَلْحَقّ). [٤]وفي الحديث الآخر: (إذا صَلَّتْ المرأةُ خُمْسهَا، وصامَت شهرَها، وَحَصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي اَلْجَنَّة مِن أَيّ أبوابِ اَلْجَنَّة شِئتِ). [٥][٢]
وكان الجميع يستمع له باهتمام لا مثيل إلى أن وصل في كلامه وقد كافأ الله الإنسان المسلم الذي يدخل الجنة بأربعين حورية من النساء وتكريما له عندما يدخل مملكته تقوم زوجته الصالحة بفتح الباب له وترحب به وتقول تفضل إلى مملكتك التي تستحقها.
وعندها هب الجميع في وجهه وبصوت واحد قائلين:
# لا ااااأاه يا مُلا خلف هالمرة نزعتها
نحن ما صدقنا نخلص منهن في الدنيا و تريدهن يلحقنّا بالآخرة #
فرد عليهم المُلا خلف قائلا: # يا شباب صلوا عالني
هذا التكريم من الله سبحانه وتعالى للإنسان المؤمن
حتى لا يتزوج زوجته رجل غريب غيره #
وتابع حديثه وأما ذلك الرجل الفاسق علاوي فسيدخل نار جهنم وتدخل زوجته فطومة الجنة ويتزوجها واحد منكم لان الأقربون أولى بالمعروف
وخلال عشر دقائق حضر علاوي إلى خيمة العزاء والشرر يتطاير من عينيه من شدة الغضب بعد أن أخبره أحد الحضور وقال للمُلا خلف:
# أنت وجماعتك تريدون أن تتزوجوا مرتي لأنها تصوم وتصلي ثم توجه إلى الحضور وقال لهم اشهدوا يا جماعة
من هذه اللحظة مرتي طالق اذا توجهت للقبلة وقالت الله واكبر #
وهذا مادفع ابن شيخ العشيرة الى ان يقوم بتوبيخ الملا خلف قائلا: موضوع الجنة والنار هو موضوع غيبي لا يعلمه الا الله ولا يجوز لأي انسان اياً كان ان يتحدث به.
انتهت
بقلم : مرشد سعيد الاحمد
ملاحظة: يتبع للقصة جزء رابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.