الجمعة، 1 يناير 2021

...... حوار مع النفس \: أبكي أم لا أبكي بقلم الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون

 حوار مع النفس/: أبكي أم لا أبكي....

أفمن يبكي جاهل أم عاقل و لا يبالي
أم مريض من الضعف و الوهن يعاني
سألت نفسي هل أبكي؟ أم لا أبكي ؟
و أنا من الألم لا أعاني وأشكي
قالت : بل أبكي و أبكي وثم أبكي ولا تبالي
فقلت: و لما أبكي و أنا لا أعاني
قالت :أبكي إن البكاء بلسم يريح من الجراح و يقي من الدوالي
فقلت: أنا معافي ومن الدوالي لا أشكي في جميع الأحوال
قالت :إن سر الدوالي دفين ولا يعلمه سوى أصحاب المعاني
فقلت :إن للمعاني حكم سردت حكاياتها من أهل الماضي والأمثال
قالت : إن للمعاني أسرار لا يعلمها إلا أصحاب المقامات و الأوزان
فقلت :إن مهنة المقامات و الأوزان موهبة لا تكتسب في دقائق و لا ثواني
فقالت: عليك بالتعلم و التمرن للعزف على الألحان
فقلت: إن التعلم بحر غامق يصعب الإبحار فيه بدون مساعدة الأهل و الإخوان
قالت: إن التعلم حق وإنتزاعه ليس بفرصة تكتسب بالفشل و الوهن و الإكتئاب
فقلت: إن الفشل راحة عقل و وقاية أجسام من الإندمال
فقالت: راجع حساباتك فالفشل مرض يصاب صاحبه باليأس والموت البطئ والخذلان
فقلت : ولما المراجعة و أنا واثق و مطمئن كل الإطمئنان
فقالت : ويلك ياهذا أتسخر من العلم وهو من يحرس الجسد و ينمي الأموال
فقلت: أي علم هذا الذي يحرس الجسد وهو ليس بمنبه ولا ناصح للهديان
فقالت: الحارس الذي يقي الروح ويبرئ الجسد من الأسقام ولا يمكن أن يحل محله النزلاء
فقلت: فكيف يقي الروح ويبرئ الأسقام وهو في جسد لا يقوى على السير و لا الحركات
فقالت: العلم قوة وبه سر لا يفقهه سوى أصحاب هالة النور والمعالي
فقلت: ومن هم أصحاب المعالي
فقالت: من تعلم وتعب وحفظ العلوم بكد و سهروا الليالي
فقلت: كيف نعرف هذا السر و نكتشف هالة النور ونسمو مع أصحاب المعالي
فقالت: العلم أنواع ليست طبوع من الشعر و الغناء
العلم أمان و غنى و شفاء
فقلت:بل أصحاب الغناء اليوم خير من مهندسي تقنيات الإعمار في كل العلوم و المباني
فقالت يا هذا: إن الغناء محرم من رب الأرض و السموات بإجماع الفقهاء و العلماء
فقلت: كيف يحرم الغناء وهو منتشر في كل الأرجاء
قالت: إن الإنتشار مقتصر على دخول ثقافات هشة للغو و للغواني
فقلت: إن دخولها له أركان ومقاييس و معايير محددة الأنواع و الإشكالي
فقالت: بل إن التحديد لا يأتي إلا من مرضى النفوس الجهال
فقلت: أين أنت يا نفسي من بين النفوس التي تعيش إلا بالتهاني
فقالت: أنا أمارة بالسوء إن لم تردعني وتمنعني من اللهو و المجون قبل الإبتلاء
فقلت: ولما الردع و أنت السيدة في التعبير و الإنشاء
فقالت: إن ذلك مبتغاي وقت اللزوم قبل الحرمان و الإقصاء
فقلت: وما مبتغاك وأنت شبح كالغرباء
فقالت: أمارة السوء والنصح بالشر للضعفاء
فقلت: رأفة بالحال إنك قاسية الطبع والإغواء
فقالت: قد حذرك الرب مني و لكنك لم تحسن الإصغاء
فقلت :حمدا لله على محنة الإصابة و الإبتلاء
فقالت: أحمد الله و أستغفره إنه صاحب العز و العطاء
فقلت :حمدا لله على كل حال فله الحمد من قبل و بعد
لأعلى درجات الإرضاء .
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون --31 ديسمبر 2020 ستراسبورغ فرنسا
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏‏جلوس‏، ‏‏طاولة‏، ‏نظارة‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
شريف توفيق
تعليقان
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.