الأحد، 31 يناير 2021

الليقظة حكمت نايف خولي

 اللقيطة

لمحتُها بين الأزقَّةِ التي
تدثَّرتْ بغيمةٍ يَغمرُها عتمُ المساءْ
لمحتُها تنسلُّ في تَستُّرٍ كمجرمٍ
يفرُّ من وجهِ القضاءْ
شريدةٌ طريدةٌ لباسُها
من خرقٍ تبلَّلتْ بعارِها وبالبلاءْ
وبيتُها كوخٌ تهزُّه الرِّياحُ في العَراءْ
وزادُها المنشودُ صبرٌ تَحتمي في ظلِّه من الوباءْ
شرابُها من عرقِ الضَّنى ومن مُرِّ الشَّقاءْ
حافيةُ الأقدامِ تمشي في ذهولٍ وعَناءْ
مرعوبةً منهوكةَ القِوى وما فيها ذَماءْ
فدربُها شقيَّةٌ ، طويلةٌ بلا انتِهاءْ
مفروشةٌ بعوسجِ العيشِ الذَّليلْ
بالفقرِ والحرمانِ ،بالأوجاعِ والشَّرِّ النَّزيلْ
بنتُ الزِّنى .... مرذولةٌ ملعونةٌ بين الأنامْ
تعيشُ في زَنزانةِ الأرزاءِ في حضن السَّقامْ
تؤوهُ مثل قطَّةٍ جَرباءَ ما بين الحُطامْ
مقطوعة الجذورِ لا أصالةٌ تصونُها ولا انتِماءْ
وروحُها من جبلةٍ مَهينةٍ من غير نفخةِ السَّماءْ
فأمُّها تحدَّرتْ من الجذورِ الرَّاقيهْ
تلفُّها غِلالةٌ من الدَّلالِ والبهاءِ والصُّدورِ الحانيهْ
هانئةٌ تميسُ في رخائِها مَرضيَّةٌ وراضيهْ
وفارسُ الأحلامِ والحبِّ الكبيرْ
يرفلُ زاهياً بهالةٍ
من الوقارِ والهَنا وفي عيشٍ قريرْ
فيا صنيعَ الأولياءْ
يا نافخاً في بوقِ عدلِ الأقوياءْ
ويا دُعاةَ الحقِّ في تطبيقِ أحكامِ السماءْ
ويا قضاةَ الأرضِ هيّا أنصِفونا
واحكموا دون افتراءْ
من يَستحقُّ العارَ والجلدَ المهينْ ؟؟؟؟
القاتِلُ السَّفَّاحُ أم كبشُ الفِداءِ المستكينْ ؟؟؟
الأقوياءُ الكاذبونَ السَّاقطونَ الأدعياءْ ؟؟؟
أم جَوقةُ الأطهارِ والأبرارِ من مُستضعفينا
والضَّحايا الأبرياءْ ؟؟؟
هيّا احكموا قضاتَنا
فالعدلُ سيفٌ قاطعٌ تشهَرُه يدُ السماءْ
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.