طهارة الحواس :
ومن قواعد النسيان السليمة ..
هو أن لا تحب كل ما تتذكر
ولكن فقط تذكر كل ما تحب
واطلق العنان للنسبية
والعفوية وانشر مذكراتك الواهنة في الريح
بذور الشك تنمو بريح الشرور
والخير شجرة جذورها أعمق من كل السطور
لا تفسر ولا تؤول كل حدث عارض
ولا تجهد ذهنك في البحث عن اجابات
كل أسئلة الحياة نحن والدموع تائبات
خلف النهاية نهاية وبعد النهاية
ستجد التفسير الصحيح لكل البدايات
احتمالية الحب ..صدق الألم
خبايا النفوس ..لغز العدم
وهاوية وهاوية من أجل القمم
نحتاج للراحة من عقولنا وأذهاننا
نحتاج للراحة قليلا من غبار أحلامنا
نحتاح للحرية من هوى أقلامنا
تذكر كل ما تكتب ..
ولا تكتب كل ما تتذكر
فهناك من أضغاث الذاكرة
ما تجعلك تتمرد على الذات
وتتمرد على رشادك في صياغة المفردات
طباق المشاعر ليس معناه اختلاس
وليس افلاس ...
هي توزيع أرزاق الحواس حسب رغباتها ووقفاتها
ودور الشاعر يكاد يكون محدود ...
والإبداع الوحيد هو مدى توظيف الكلمات
مع مزاجية الاحاسيس في صور بليغة ...
تتناسب وتنسجم مع القيم والأخلاق والمعتقدات الدينية
عندما نتوب عن الذكرى سوف ننسى ألم الماضي البغيض
وسوف ننتصر على خيانة الجسد للروح ...
ونزوة الحنين في كل حاضر ماضيه عذابنا
أقلامنا تعجز أحيانا عن وصف كل شيء
وتصاب بالجهل وتصاب بالإكتئاب
ولا تصفق لها النجوم ...إذا تلاشى ليل المتعة
وأنار القدر منارات الذهول والدهشة في ادراكنا النسبي
كل شيء غامض...وكل شيء باطن وظاهر
وكل شيء يبين ويستبين وواضح القشور
في داخلنا تكرار للوقت وللاحاسيس والصدمات والعواطف
في داخلنا صدى للمتع والهوى وصور كثيرة للحسناوات
قد نحتاج للتطهير وتنظيف مشاعرنا ...
حتى لا نبقى عبيد للأمس وللماضي بلذة حنينه المليئه بالوهم والعقاب ...قد نحتاج ليد عليا ...تمسح وتلمع قلوبنا وحواسنا من عواصف الزمن والفتن ...ولن نجد أجمل وأكبر وأحن من يد الله فهي تعمل بالخفاء ...
فعلاجها ودوائها ليس له أعراض جانبية
تمسح الروح من ذكرياتها المشؤمة ...تغسل الجسد من حسراته وندباته ...وتطهر النفس من أناها المتوحش
الله هو القوة والقدرة والشفاء من غصات الأوقات
هو نور الظلام المتشبث بعقولنا وأفئدتنا
هو دواء القلوب من وحشتها وقلقها المستمر
يوم ما سوف نموت ولن تموت أرواحنا
وسيطهرها الموت من دونية الجسد ولهيب شهواته
وستحلق بعيدا عن هوى الفناء
أما بالنسبة لعرجون الشجر فهو وقود الأجيال القادمة
ونور مؤقت من العذاب والحساب والشهوات والأماني
الحياة تبدأ بعد الموت ...
تبدأ حين تحلق الروح بعيدا عن قيود المادة
وحدود الزمان والمكان ...
إن المتأملين كثيرا هم المتألمين كثيرا
وينظرون للأشياء بتوقيت نسبي سوف ينتهي
ودوما يعلمون ويؤكدون على أن الحياة قصيرة وحقيرة
بأوجاعها وأفراحها ونكباتها وغصاتها
الروح تبقى والجسد يموت ...والقصائد تنسى
وربما تروى ...والأقدار مكتوبة ومحتومة
والنهاية سبقت البداية ..وحياتنا مؤجلة ربيعها لم يبدأ بعد
لنعيش في سلام أبدي وسعادة عليا لا حزن فيها ولا ذكرى مؤلمة تحرق حواسنا ...وعند الله ستكون البداية أجمل
تذكر أن تغسل روحك وعقلك وقلبك وجسدك من كل أثار الماضي فقط بحبه ...وحبه سوف يطهر قلبك من كل قذارات الحياة وأطماعها والآمها وعذاباتها ..وبحبه سوف ترزق ذكره وبذكره سوف تصعد للخلود إن شاء الله
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.