مقيد بذاكرة الألوان :
قمرا شاحب يتلو بيانه
يعطر أنفاس الرحيل
يواري ظلمة الوجع
ويداري عتمة الروح
لم تنتهي المآساة
ولم تبدأ القصة بعد
ولم تخطوا آهاتنا تجاة المجهول
تحنط ذكرياتنا في جسد الخريف
وتعجن قلوبنا صباحا للرغيف
تصهل فيه دموعنا...
في مقاتل الغيد
لا نعي ما نقول ...
لكن أسمع ما أعي
تهمد لذة الفرح فينا
تتضح معالم الامبالاة
يزداد اليقين ضعفا ...
وعجز يكفكف جرحنا الليلي
عبثا نهاجر وعبثا نبوح بالسر
ثرثرة تملأ فراغ الوتر
لا المغني يغني ...
ولا يشرق القمر
ويبقى اللون وحيد الصور
ألقي بظلك لتخضر أمالي
عبدي طرقي في سحب سرابي
تهزمني لوعة الكلام
اخطوا بقلبي وراء الأمام
تهزمني براءة الذئب ...
ينام الموتى وينصرف الذنب
يهزمني الكلام عن الحب ...
واشتاق لمن غابوا في الدرب
أستل المعنى من وقت مبهم ...
أمضى أم مازال يمضي في الغيب
ونحن مازلنا نصغي في القلب
بقايا طيف يطوقاني ...
بعالمها المشمشي
يأسراني وذكراها سنا طفولتي ودمعتي
ضباب يشبع رغباته في متسع الحكاية
يتسلل عبر الشرفات ...
والنصوص والآمال القديمة
يعبر ذكراي وقناديل الشوق الجميلة
يحلي قهوتنا الصباحية ...
بمذاق ليلي الذكريات
ندبة في سماء الأغنيات
وجدران تتفحص الأوقات
كنا سويا ...
وكانت الأرض كروية الوجدان
تدور فينا بلغز الزمان
وكنا وقودا للعذاب
وكلاما عن الغياب
وكان البحر يلحن ابتسامتنا
على أنغام وحدتنا
كانت ليالينا لا يطفئها قمر
وكان حلمنا أبدي الصور
وكنا في القصيد خطى للسفر
اغيثوا ظمأي من تخمة النسيان
ظلك يبعثر الليالي في رؤى عاشقان
ويروض الأنا العطشان بالإيمان
اخرجيني من ملامح نفسي
اخرجيني من ألوان وجعي
حرريني من ظلام قمري
لا ترسميني وتسجنيني ...
في عيوننا لبصرك
نظفي المرايا واللون طوقي ...
وقدرك
واحكي الحكاية ...
بصدى صوتي في صمتك
اخرجيني من لوحة فنك
وحرريني من قيدي ...
بنور وجهك
وقبلتنا الأخيرة ...
بياني وعهد على شفتك
استعرت قلوبنا ...
وشحب القمر
في ملامح روحي
وبزغ لما لمست ...
يدي أطراف قلبك
انا حيا وحر ...
مادام صمتي في صوتك
ومادامت اللوان ...
تدسر ملامحي بلغتك
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.