هذه الحياة د. صالح العطوان الحيالي

 هذه الحياة

ــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق -7-12-2020

لو سألوني : ماذا تعلمت من العمر الذي مضى ..؟! ساقول لكم وبكل صراحة :

كانت المحبة والمودة بيننا

كان الجار أخ ونصونه كما نصون بيتنا

كانت صلة الرحم رائعة

كانت جلسات السمر العائلية تمتزج بالفرح

كانت الغيرة والنخوة رائعة

كان الفرد منا يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه

كان الجار عونا لجاره

كانت منطقتنا كلها بيت واحد

ما كنا نعرف هذا شيعي او سني

كردي أو عربي

أو تركماني أو شبكي

مسيحي أو ايزيدي

صابءي أو أو

كنا عائلة واحدة

مع تقدم العمر وتقدم التكنلوجيا لاحظت

لاحظت ان الاقارب عقارب

لاحظت ان الحسد والغيرة تاتي من الاقارب

لاحظت أن في مجتمعنا الناجح يحارب

لاحظت ان اغلب الصداقات اصبحت مصالح

لاحظت ان الوشاية اصبحت مصدر رزق للبعض

لاحظت ان الكثير ياكل في بيتك ويغدرك

لاحظت تغير في الكثير من عاداتنا التي تعلمناها من اجدادنا

لاحظت أن الكثير يقلد قشور الغرب ولا يأخذ اللب

لاحظت أن الكثير انسلخ من واقعه ليعيش واقع جديد ...برستيج

لاحظت أن الكثير يتظاهر بالعلم والمعرفة وهو لا يجيد القراءة والكتابة

لاحظت أن الجار أصبح عدوا لجاره

تعلمت ان المظلوم لابد له من انتصار ولو بعد حين.

تعلمت أن الحياة يمكن أن تنتهي بأي لحظة ونحن على غفلة .

تعلمت أن الكلمة الحلوة والوجه البشوش والكرم رأس مال الأخلاق

تعلمت أن أغنى إنسان في العالم هو الذي يملك الصحة والأمان .

تعلمت أن من يزرع الثوم لا يجني الريحان .

تعلمت أن العمر ينتهي والمشاغل لا تنتهي .

تعلمت أن من يريد من الناس أن يسمعوا منه و عليه أن يسمع منهم .

تعلمت أن السفر مع الناس هو أدق مجهر يكشف لك معادن الناس

تعلمت أن الذي يتفلسف كثيرا (يقول أنا وأنا) فارغ من الداخل .

تعلمت أن الذي معدنه ذهب يبقى ذهبا ، والذي معدنه حديد يتغير ويصدأ .

وتعلمت ان كل الذين دفنوا في المقابر كانو مشغولين وعندهم مواعيد وفي نياتهم أمور كثيرة لم يحققوها !

اللهم أحسن لنا الخواتيم.. وزد أعمارنا في الصلاح.. وأغفر لموتانا وأرحمهم رحمة تغنيهم عن من سواك..

نرتب السرير ونبرد الغرفه لننعم بالموتة الصغرى .. لاخلاف !! لكن هل رتبنا اعمالنا وبردنا قبورنا بالطاعة لننعم بالموتة الكبرى .. يقول أحد الصالحين : عجبت للناس يحذرون من بعض الطعام مخافة المرض ولا يحذرون من الذنوب مخافة النار

عرض الرؤى

معدل وصول المنشور: ٦١

٢دنيا سعد وLotfey Elsheikh

تعليقان

أعجبني

تعليق