لمن فقدناهم سلام....
سلام... سلام
للأحبة
مَن فقدناهم سلام...
سلام ورحمة من الله
بشفاعة من رسولنا الكريم
سُكناهم إن شاء الله
جنات تجري بها الانهار
أخي عبد الكريم كحيل
أمي ابتهاج فيتروني
أختي إيمان كحيل
اخت زوجتي الهام كنعان
والدكتور محمود كحيل
سلام من رب رحيم
فُقدانكم أوجع قلوبنا
وزاد قلوبنا وجعاً
وزادت همومنا حزناً
وفوق ذلك حملت قلوبنا
علةً فوق عله
نكتم... ونشكي لله
من الأحزان في خِلوة
لا نشكي من قدر الله
قدره مكتوب
والأجل محدود
ولكن يبقى جرح
فوق الجراح
يزيدنا ألماً
دورة الحياة
مرة واحدة و لن تعود
ولم تبقى إلا الذكريات
صور فيما مضى
تجسدت خيالات
أحلام اليقظة في وجداننا
تفرحنا أحياناً
وأحياناً تألمنا
أُمي
عظيمة بجهودها....
كانت كالجبل...
شامخة....
تربي أبنائها العشرة
بدون كلل ولا ملل
بقلب كبير....
يحتوي الجميع
من دون استثناء
ولا مِنة
الحِمل ثقيل.. جداً ثقيل
والفقر زاد الطين بلة
و أبي المسكين يصارع الحياة
في ليلها ونهارها
معاناة وجهد وكد
عافاك ربي و أطال بعمرك
أخي
الأخ المُدلل
من أمه وأبيه وإخوته
ذاك الولد المطيع
"كرمو" المهندس عبد الكريم
عشنا معاً طفولتنا
كم لعبنا وفرحنا
تصارعنا وتصالحنا
حتى كبرنا
الأيام فرقتنا
مثل الطيور المهاجرة
خرجنا من عش أُمنا
منا مَن بنى عشاً لنفسه
ومنا من اكتفى العيش بنفسه
أكثرنا هاجر
في أرض الله الواسعة
منهم قد عاد
و منهم قرر أن لن يعود
إيمان كحيل
أختي الوسطى
حجتْ و إعتمرت
في الأنفاس الأخيرة
عادت الى ما هاجرت إليه
أختي في أستراليا دفنت
رحلت إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ
ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ“
والأمل من ربها الغفور
ربي منك السماح و الرضى
جنة إن شئت بعد مغفرة
مرت الأيام ومضت
بِلَمْح البصر
تزوجنا والعائلة كبرت
إلهام ابنة عمي
أخت زوجتي
عشنا برفقتها سنين مرت
صفحات من عمرنا طويت
قضيناها سهرات
ضحك ونكت
قهقهات لا تنسى
صوت ضحكتها
رنينه في الذاكرة
فجأة مرضت
و إزداد مرضها سوءاً
و إستفحل
بالمرض الأمرين عانت
حتى دنى منها الأجل وماتت
آخرهم
اخي الصغير الغالي
دكتور محمود كحيل
من مشاهير أطباء فرنسا
محاضراً و معلماً
على شاشات التلفاز مرشداً
كأن عبوره لمستقبله شاقاً
من عائلة تعتبر فقيرة
شق طريقه منفرداً
بعد أن أكمل دراسته في وطنه
كانت وجهته إيطاليا
يعمل ليتعلم
واصل الليل مع النهار
حتى نال مبتغاه
خدم مرضاه بكل أمانه
زاد من طموحه
لم يكتفي بما وصل اليه
إنتقل الى فرنسا ليَسْمُو بإختصاصه
حكيم طوارئ من حجم الثقيل
وكان له ما أراد
نجاح منقطع النظير
ينتظره الغني قبل الفقير
بإخلاصه... بأخلاقه ... بأمانته
نال ثقة من أحبهم
في بلادك عديدة
كسَفير الطبابة
في بعض البلدان الأفريقية
بعثات أطباء بلا حدود
وسع حدوده طالباً الخدمة
َمع كل هذا كان جزاؤه القتل
قتلوه... سَفَلة من الأفارقة
عصابات الموت
في عز عطائه
طعن في الظهر في شقته
في باريس رَكَنَ له إبليس
أوقفت تكتكة الساعة
في ساعة....
في دقيقة....
في الثانية.
هكذا ينتهي كل شيء
تنطفئ المحركات
كأن شيء لم يكن
وأصبح في خبر كان
فراق الخمسة من الأحبة
أربعة بخبث المرض إنتهى أجلهم
أمي خِدمة السنين أبركتها
سنين في فراشها
تصارع المرض
ماتت و ذكر الله لم يفارقها
اللهم إرحمهم رحمة الأبرار
و أسكنهم فسيح الجنان
و ظِلَهم في ظِلك
يوم لا ظِل إلا ظلك
عبد العظيم كحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.