عودة غريب
وعدتني أنك لن ترحل وستكون لي السند والملاذ وقت المحن لذا قبلت أن أكون زوجتك ولكن حين اشتدت بنا الدنيا وأغلقت أبوابها، تركت لي الأطفال وهم في أمس الحاجة إليك وجعلتني اتخبط في امواجها بل أعاصيرها ورحلت.
تركتني بعد كل هذه السنوات وهانت عليك العشرة ووقوفي بجانبك في أسوأ أيام حياتك ، أتذكر جيدا حينما جعلتني لعبتك المفضلة وكنت وقتها جميلة جدا بل فاتنة، كنت أروق لك حينها، لم تترك أي دعوة لحضور مؤتمر او حفلة زفاف أو عشاء عمل إلا واخذتني معك، وكل تلك الشخصيات التي كانت حولنا حولتني إلى دمية و كنت من تمسك بذاك الخيط لتلك الدمية تحركه كيفما تشاء تحت إسم زوجي لن يضرني في يوم من الأيام لقد جعلتك سلطانا على قلبي وملكتك كل حياتي.
كبرنا معا وبدأت مفاتني تقل وأنت أيضا لم تعد ذاك الوسيم فقد زارك الشيب ورحل الشباب فهذه سنة الحياة فلكل واحد زمنه.
لم تعقل ذلك رغم تنبيهي لك في كثير من الأحيان والتففت بزمرة من المنافقات العاهرات اللواتي سلبن لبك وجيبك، حبك للمظاهر قتل فيك الحياء ولم تقدر شيخوختك ولا حتى أولادك، جعلت من نفسك أضحوكة للكل خذلت كل من كان يحترمك ويبجلك وبدأت سمعتك تذبل كانطفاء شمعة في ليلة ظلماء وياليتها بسبب خسارة شركتك او نفاذ نقودك لكن بسبب أسلوبك الساخر للكل .
تظن أنك على حق وتريد أن تجدد حياتك وتعيش في سن لم يعد لك به شأن، ويا ليتك فكرت في عمرك وتلك الساقطات اللواتي في سن ابنتك او أقل، ألم تقل لنفسك ربما إبني يفعل ما أفعله الآن او ابنتي فكل شيء أصبح جائز في وقتنا الحالي ، أوليس أنت الذي ربيتهم على الأخلاق الحسنة والابتعاد عن اصدقاء السوء، والآن ماذا ؟!!! كيف اجاوبهم على أسئلتهم واستفساراتهم عنك .
لن أقبل أن تقول لي هذه تربيتك سيدتي، ولن أكون تلك التي عرفتها تقبل كل تصرفاتك بصمت، لا،،، سأكسر حاجز الصمت لأجل أبنائي وبناتي ولن أتركك تخرب كل ما بنيناه بطيشك وعربدتك.
والآن رجعت بعد غياب أين كنت؟ ولم رحلت؟ .
طأطأ رأسه ثم قال : سامحيني يا من وقفت معي وقت شدتي ولم تتركيني ولكنني كنت أعمى البصيرة والرشد فلم أرى سوى بهرجة الدنيا ومفاتنها وانغمست في ملذاتها ونسيت عقاب الإله، اتقبلين بعودة غريب رجع إلى بيته يبحث عن الأمان بعد طول غياب؟؟؟.
ثم فتح ذراعيه منتظرا رد فعلي...
انتهى.
بقلم الأديبة
عطر محمد لطفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.