فنجان العرافة:
سنصلي بين المعابر وكل الطقوس أشجان
أفراح وأحزان
تيه وهذيان
ينتصر الصمت
يخنقني صخب الدخان...
ويصرخ الكلام بين أشلائي بلا حسبان...
أقاوم عنادا...
أبخرة العرافات بين قصائدي والتيه في الوديان...
تحدثني امرأة على قارعة الفنجان
تسكب لي قهوة عند الأصيل بعيد الآذان...
وترسم فوق بصمات شفتي تآويل شيطان...
قالت لي الفرح آت...
تعطلت عقارب الساعة فوق الأمواج والشطآن...
كذبت فكل الثواني أشجان....
كأني أنتظر سرابا وراء القضبان
مكبلة الشوق على مربع الهذيان
وقالت سيأتيك طيف يحملك على كفي خيال
سترتوين ماء زلالا
وتأكلين مما تشتهين حبا ورمانا
وقالت ستمتطين صهو الرحيل إلى غابر الأزمان....
وتعانقين ملوك الطوائف و اليونان... و تنشدين قصورالفراعنة على أرض كنانة النعمان.... ستأخذك كيلوباترا بين كحل عينيها والجنان ...
وتعشقين الحب على ضفاف النيل... وتنثرين الورد على العشق المدفون وسط الحدائق...
قالت ستعشقين بابل القديمة...
وتمشين بين دجلة والفرات آمنة....
وتنسلين إلى دمشق الشام ترتلين آيات القرآن...
وتنسجين الود بين أجراس الكنائس والياسمين
سترتوين من كأس الغرام في لبنان...
وتعلقين القصائد على أشجار الأرز...
قالت ستهمسين إلى الشجرة المباركة في فلسطين...
وتغمسين خبز صبرا وشاتيلا في زيت رام الله...
وتصلين في القدس...
.ستشتمين روائح الزعتر بين تلات رفح وخان يونس...
وبين أطلال البتراء
تكتبين القصائد بماء الذهب...
ابتسمت عرافتي
وأكملت ....
في أعالي الأطلس تتنفسين الصعداء
ترقصين لصيحات الأمازيغ....بين الناي والكمان...
مرت أعوام
لاقهوة أمي تذوقت ولا قمحا حصدت... ولا شايا فارسيا احتسيت...
فكل التآويل أحلام
ومازلت أركب أعواد السفينة...
أحلم!؟!
قالت سيبتسم البحر
حين تحدثين الموج...بلا طغيان
غرقت فيه قبل إبحاري...والأوان
قالت عرافتي...
ستدخلين مملكة السلاطين...
فدخلت كهوفا بلا شمس...بلابيان...
بلا قديس بلا رهبان
كذبت قارئة الفنجان
حدثتني عن الحب الآتي...وعن معصمي والصولجان....
وعن غرام السلطان...
ولم ألعق غيرحنظل الأزمان...
فقلت يا عرافة
بلا تسويف...
بلا تأجيل...
فقد استعجلني الرحيل....
وهذا العام على مرأى العيان
يكسر ماتبقى من أوهام
يرسل الوباء والنيران مدرارا...
اشتعلت الأشجار لهيبافي لبنان
احترق الزاد في البيادر
وسقطت ثمار الأغصان...
جفت مياه النهرين
وضاع طعم الكنافة ...
مزقواأثواب العيد
كمائم...وأكفان....
على ضفاف النشاز...
الفرح شاذ....
يرقص على أنقاض المجازات...
وذاك الرفيق قد خان
وكل القصائد تنعى زمن الخذلان...
هل يعود عام نخبره بما فعلت بنا التيجان؟
نعيمة سارة الياقوت ناجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.