الخميس، 3 ديسمبر 2020

: أوجاع الزاهدين بقلمي ....أغسان حمدي

 أوجاع الزاهدين :

أن تميط الأذى عن القلوب...
أفضل من إماطة الأذى عن الطرقات
وأن تميط الأذى عن شوارع المخيمات
أفضل من أن تشيد بمنفاك الحضارات
وتتملق الملوك وتتبعثر في عيون الملكات
إن أحببتك فهذا قدر ...
وان كرهتك فهذة سنن الشيطان
والعدوان لا يكون إلا بالعدوان
والحرب هي عدالة الحق ...
في ميدان باطلان
والخير اتجاه لا تحمله حقيبتان
ولا يبغضه زمان مهما جارت الأزمان
كرست وقتي لأحتسي قهوتي مع صديق
سرت مع نفسي وبي ولي تكمن الطريق
نثرت عطر الشوق والأمل في روح رفيق
واعددت مآدبتي وكأسي وقمري ..
بسماء تتسع ولا تضيق
كنت وحدي حين انفجر الظلام من حولي
وتناثر النور شظايا ..يخطف بصري ولبي
كنت وحدي حين افترستني أنياب الخيانة
لكني لم أمت ليس عندا في القدر ...
ولكن الصبر كان حمم تحت المطر
كنت وحدي حين سدوا منافذ روحي
واعتلوا قلبي قبل جروحي وصاحوا بالمواعظ
الليل حر يوزع جماله على الشرفات ...
وهذا القمر واعظ
كنت وحدي حين سقط الطفل على ظهري ..
فسقطت كي ينهض ليكمل حياته في حلمي ووجعي
كنت وحدي حين أمعنت في عيون الماكرين
وهي تقدح أعضائي وتمدح الجهلة والمتمردين
اصطك الزمن في جذع الوطن ...
وجسدي أشلاء تلم المحن
وتنآى بروحي عن وكر الفتن
علمت روحي أن لا تستكين
هذبت جروحي أن لا تلين
ادفع الألم بالألم
ادفع اليأس باليأس
ادفع الوجع بالوجع
وأذوب في الخير والحب ..
فجمال القلب لا يبصره إلا جميل القلب
أن لا أكره الغزاة ...
سجني منفاي والوطن صلاة
وأحب الحياة لاتحرر من الطغاة
فلنقتسمها ولا نحاربها
فلنغتنمها ولا نبعثرها
أنا لا أكره الغزاة...
وأحب أرضي وللسماء الحياة
فلنزرعها ونفلحها لتباركنا يد الله
أنا أكره الغزاة
والوطن وطني ...
وكثيرا ما يكون الموت فيه النجاة
لي ساعة أخلوا بها مع نفسي ...
هي السفير وهي سجان شبقي
لا تتركيني ولا تخذليني ..
ولا تلحي علي أكثر بالحزن
ولا تسحبيني من وتري ...
لأكون نغما بين قضبان السجن
ليه ساعة أحن فيها لمنفاي الطفولي
وهواي في البحث عن دروبي وجنوني
ونزواتي المفضلة في ليالي نفوري وظنوني
ويذوب ملح الشهوات في أنوار الروح والذات
ويزول سحر الحسناوات ...
في مرايا الزمان واللغز في رحى الأوقات
كانت جميلة وكانت منيرة ..
وكانت رشيقة وكانت وكانت
ماض دفنته العيون فاصبح البصر رماد
وحاضر نام تحت الجفون وحلقت الروح بالفؤاد
وآت آت ويمضي بالنور مع السواد
ويمضي فينا وترحل الأرواح وتموت الأجساد
وتتوقف المشاعر ..ويذهب الشاعر
بميعاد وبغير ميعاد صدى في أفاق البلاد
والحياة صدى صرختين
ونجمة معلقة في سماء خيمتين
منفاي وطني ووطني منفاي في مدينتين
وقلبي ساهر وثائر ليكتمل النسيان
معاني نضجت واحتضر البيان
وملامحنا اكتملت وفاض الوجدان
وفي أخر المشاهد ...
يأسف الحزن على جرحنا وصبرنا
وترفع ليالي الموائد ...
وتفرغ الكؤوس وتخلو المعابد ...
من الساهرين والمتألمين والعاطفيين
وأعود لنفسي وحيدا وحدي ...
فاجدها تصلي وتدعو بوجعي
وتتوب عن الندم وتتوب بالقلم
وتتوب عن الألم ...
بالأمس كنا سفراء للحرب
واليوم صرنا شعراء بالحب
وغدا سنصعد بالذكرى لسماء المحب
ونطل عل الحلم من بعيد ونعيد ...
أوهما كان هذا أم جرح سعيد
إلتئم بأخر صرخات وسكرات الشهيد
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏نبات‏، ‏سماء‏‏، ‏‏زهرة‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.