منذ نعومةِ أحلامِي سمعتُ
بأنّ البشرَ تسعى
بكلِّ ما أوتيتْ من قوة
لتظفرْ بالجنّة
بالمنّ والسلّوى
و أيضاً سمعت عن جنةِ عدنْ
لمْ أكُنْ أعرفُ أنّكَ جنّتي
لم أكن أعرف أنكَِّ جنّة عدنْ
حبيبي ...
أرحْني من كآبتي
تدَفّأ بين نهديّ أشربْ
نبيذَ العيدِ ... أسفاراً من المتعة
أغْثني من ريحِ القهرِ
دفّىء شراييني في حُمّى الجمرِ
وخذني ليلة الجمعة
تذوّق نكهةَ المرأةِ الأولى
عشقَ الحنطة والتراب
فأنا ضيّعتُ لونَي بين
المطر الأول والأعشاب
ونازعني حتى على الدفءِ والسكينة
أذوَى شراراتِي ذلُّ البقاءِ سجينة
بتُّ أقترفُ جرمَ الموتِ
عُطِلتُ فيّ الحواسَ والأعصاب
نُزعِتُ مني صواعقُ الرغبةْ
والنعاسُ و غاباتُ الرعشةْ والدهشةْ
لابشارةُ تعلنُ طقسَ الوصل
لافمي يضيءُ في هذه العتمةْ
ولا حتى دمي يخبو
فمن أين جئتَ ؟!
كيف أتيتَ ولماذا الآنْ ؟!
هل هذه مكافأةُ نهايةِ الخدمةْ ؟!
ها أنّذا أخرجُ من عتمتِي
وسطوةِ السبيّ وكآبتِي
إليكَ من سجني خذنّي إليكَ
كيف أنكرتُ على قلبي
الفرحَ كلَّ هذا العمرْ
كيف أطفأت القمرَ النازفَ والجمرْ
الآنْ أستيقظُ من حزنِي
أبتدي الآن معكَ ... معكَ
كلُّ رعشةِ سؤالْ
كلُّ خلجةِ بحّةُ موالْ
وألبيّكَ ... ألبيّكَ
فهذا زمنٌ يسقطُ فيه الخوفُ
فأتّقيني أنا حاملةُ أختامُ المتعةْ
ومائدةُ الليل وسفرُ اللّذةْ
ضيّعَتْني الريحُ وسقطتُ عارية
على ثلّجِ الصبح أضّرمْ النارْ
فقد ترمّدتُ على زاويةِ الموقد
بركانَ حنينٍ وانتظارْ
وحين عرّيتني واستقرت يدَاك
على مفرقِ الجمر و عتبةِ الروح
حين أمتصّكَ قلبي كنتَ
جراتٍ من الخمرِ أدركتُ
أنّي دخلتُ الجنّةَ قلتُ :
" أنا إمرأةٌ وجدتُ معكَ
لوني والدفءَ جرّبتُ
للمرةِ الأولى طعمَ الرعشةْ
ها أنا ممتلئةٌ بكَ
بصهيلِ الشمس و الرغبةْ
حين جنَّ الشوقُ لابستُ
وجهي ... جلدي ... أوراقي
أشعارَي ...ودخلتُ إلى الجنّةْ
لم أكن أعرف أنك أنت الجنّةْ
.............................................
أبو سلام وائل منذر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.