الاثنين، 30 نوفمبر 2020

{ ساعة العمر } بقلم علاء الغريب

 { ساعة العمر }

يا عمر أمسي
بعد أن لامست العرافة خمسي
وبدأت تتمتم بكلمات دون دلالات
وغاصت روحها
ببحور حاستها السادسة
قالت لقلبي الحزين
بعد لحظات سكات
ثاقبة النظرات
متأمِّلة متريثة

.....2
بادرت بالقول
بعد عدة نهدات
تشبه نهدات المحيط
بالسفن الراقصة
مضت سنينك الضاحكات
وإني أرى هذا
على تربة كفك اليابسة
لم يعد حلم ليلك
يوقظ بنات السماء
البارقات
العاريات
الهائمات
في بحرها المتجانس
ولا صهيل مهور أنفاسك
تسابق خيول الريح
ولا صهوات الفجر المنبعثة

.....3
يا أيها المفتون
لم يعد مطرك المجنون
يقارع كاسات السَّحابات
بلياليه المُسكِرات
في شهر كانون
ويراقص الينابيع والعيون
ويعزف زخات وزخات
على مبيت اوسدتهم الغافية
لتستيقظ بعد سُبات
لتفيض ألحانه الطروبة
على خلجان كفك العابسة
بل أرى خطوط
ممتدة فوق كثيب
متعرج الندبات
وأثر دعسات سريعة الخطوات
في أقصى يمينك
تأخذني لشاهد موشوم الوجه
بعجاج السنوات
من غار سنينك
وعلى يسار كف يمينك
هناك أشاهد أوراق شاردة
من فصولك المتبقيات
اليتيمة الناحبة
تلثم يمناك
وتلطم راثية أفنانك المتوجِّسة

.....4
يا أيها القلب المحترق
أخذتِّني خطوط كفك العابرة
الى ساعة زمنك العجوزة الحارسة
لتنبئني بإن حان الوقت لتفترق
وتسر ببئر أُذني ما تبقى
من مساحب سنينك الراتبة
الدامعة البائسة
المطرزة على الجبين
اثنين ونصف من الخفقات
وخمسة شهقات حابسة
والعلم عند رب العالمين
فهو العليم بساعة الممات
فلا تأخذ بهذه الكلمات
فما نحن سوى عرافات
ألسنتنا كاذبة حانثة

علاء الغريب / كاتب صحفي

لا يتوفر وصف للصورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.