الأحد، 29 نوفمبر 2020

رحمك الله أباتاه بقلم سعيدة حيسور

 رحمك الله أباتاه

أطَلْتَ السّفر
بين الغيوم
ونفسي باتت
تسائلني عنك
هل ستعود أبتاه
فأراك يوما
فتحت نوافذ
الرّبيع ورُحتُ
أرسم وجهك
فلاّ ونسرينا
رسمتُ الشّاطىء
والنّهر والغيوم
ورصفتُ بحروفك
أحواض الحنين
ماسا و لؤلؤا
ليتدفق ماؤها
صافيا سلسبيلا
أوقدت لك بقلبي
قناديل الصّبابة
وناجيت طيفك
في صبحي والمسا
جسّدتُ بدمعي
اِسمك في قلادتي
ورحت أرتّب
حلو معانيها
فنطق الحرف
مبتسما متباهيا
وقال أنا ذكراه
إذا أرّقكِ النّوى
وقضّ مضجعك
قلت أبي قد
مال غصنُ الشّوق
لماّ ذكرتك وانحنى
و همس برقّته
في أذن الشّمس
مبتهجا مترنّما
خَفِّفِ ضياءَك
فالدّفءُ أبي
ملأ كياني بنوره
وغمر فيضه الدُّنا
تنفّستُ عطر
ذكراك يامن
تعلقت روحي به
وكان بلسما
يُغني عن كلّ دوَاء
إن كان الوجدُ
في الحشا نارا
فقد ذابت مُهجتي
في بُعدِك عنّي
ونطق الجوى
غيَّبَك الثَّرى عنّي
وكنتَ ثُرَيّتي
وجميع الفَراقد ِ
في رحيلك تُّبعا
ما بال أشجار
حديقتنا ثكلى
هجرتها ثّمارها
وكانت بالأمس
تزهو بهاحُبلى
لم تعد العتمة
في اللّيل عائقي
فرنين صوتك
يا أبي بَرقا لَمعا
ياعهد القلب والصّبا
وعطر الغالي نديمي
جُد بفيضك الحاني
سيلا جارفا
كيف لا أذكر أياما
تجمّلت بك
فكنتَ لي خير
جليس ومقرّبا
سَرَت أنفاسُك
بقطرات الورد
ففاح شذاها
مِسكا وعنبرا
لستُ أنسى
لطفك ما تنفّس
صبح وأرّقني جفن
عن النوم وبكى
طيّب الله ثراك
يا أبي و جعل
الفردوس لك
مقاما وسكنا
يا أوسط أبواب
الجنان أنت
سقاك الله من نهر
الكوثر ماء
زلالا طيّبا
بقلم سعيدة حيمور
الجزائر
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
Lotfey Elsheikh وشخصان آخران
تعليقان
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.