الأحد، 8 نوفمبر 2020

فراق بقلم علي جابر الكريطي

 فراق

.......
لقد هجرت على عجل رحابي
بعيدا غادرت وبلا إياب

فؤادي في هواها قد تمادى
سُقيتها كؤوساً من تصابي

شُغفتُ بها وجانبي صوابي
وقبلُ لم يجانبي صوابي

وليس لها شبيه أو مثيل
أهلْ هذا البهاء من التراب

رأيت بوجهها بهاء صبحي
توهج مسفراً تحت النقاب

لها هدبٌ كحد السيف يبدُ
وديدن فعله حزَّ الرقاب

هي القمر المنير في الليالي
تفدى دونها بيض الرقاب

وصار يهزني شوقي إليها
كظامي يرتجي رشف السراب

وأوهنني هواها قبل حيني
غزاني الشيب في عز الشباب

وما كانت شفاهك غير خمر
وما كانت مداما ً كالرضاب

دروب الحب اوعرها دروبا
درجت بها وكان بها مصابي

وقد صبرت صبرا فوق صبري
وجزت في الهوى درب الصعاب

وما ليلي باطول من نهاري
اتوق لك ويصفعني عذابي

وعيشي دونها نَكِدٌ سَقيمٌ
مزبجُ مرارةٍ ثم اكتئاب

وكنت أرومها جِنانُ عيشي
تُخَلِّصني من القفرِ اليبابِ

كأني بعدكم فارقتُ نومي
اناجي طيفكم وبلا جواب

متى ستسير قافلتي اليكم
فقط تزهو بزهوكم رحابي

وتقتلنا سهام عيون سلمى
تطاعننا كما طعن الحراب

إذا سلمى تعود إلى ربوعي
يصير الربع محضر الجناب

كفاك الهجر ياسلمى كفاك
سقاني الهجر هما واضطراب

ليالي الهجر ياسلمى صعاب
اسامرهم واذهل عن صحابي

تهل مدامعي اسفا عليك
وقد هطلت هطولا كالسحاب

فهذا اليوم أنسي ثم سعدي
إذا نزلت رحابكم ركابي

وترمق نحونا بلحاظ ظبي
وبارق عينها برق الشهاب

وتهت بها ضرير في ظلام
كقيس هام في عرض الروابي

وقلبي صار منتميا إليها
وصرت دونها بوم الخراب

وجاز تلهفي حدا إليها
كظامي يرتجي عب الشراب

وعاتبني أناسٍ في هواها
صممت الإذن عن هرج العتاب

وربما عن الحساب اذهل
إذا لقيتها يوم الحساب

إذا غزا المشيب سواد رأسي
وإن عبثا هرعت إلى الخضاب

أرى الشرف الرفيع جميل خلق
فلا يسمو الفتى بالانتساب

ولست بجالسٍ في جمع قوم
إذا ساوَوْ حضوري بالغياب

أريج الورد للنحلات يجلب
ونتن الريح يجلب للذباب

علي جابر الكريطي العراق

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.