قرفصة البكاء
فادي سيدو
تريد أن تتركني في السواد
وحدي ...
و قد اكتفيت من الأحزان .
أما أنا ...
فأريد أن أسكب الأبيض
على الجدران ...
كي ألمح
غبار الذنوب القادمة .
يا إلهي !
نحتاج لمعجزة كي نعود إلى "إنسان"
إنها سورية و نحن منها ..
سورية فلسفت لنا البكاء .
في ساحة المرجة
أضعت وجهي ،
فانظروا كيف فرط الله بي .
سوداء ...
غبراء ...
صفراء ...
خضراء القلب إلى الأبد .
****
الألوان التي تنحصر في عيونها
في منتصف شمس البادية
تكشف عن بشاعة البياض المزيف ،
و لسواد أرضي نصاعة الدهشة .
للروح أن ترتدي خواص الألوان ،
و للطين بشاعة الاختيار
و الظلام الذي أحب
يتوضأ بماء الفجر و يذكرني .
****
الغريب أتى
دعاني أن أغمض عيني ..
أصلي ..
أغرق في التراتيل ،
فسرق أرضي ،
و أطفالي ...
انسل مارقا خالص البياض
يتدفق في مسالك الحنين ،
ليمحو ما تبقى من ذكريات ...
لم يبق إلا أقنعة القبيلة
لتهب نفسها للرقص ...
حزينة هذه القصيدة ،
تنمو في رخاوة القلب ..
كالوهم في مدارج الطبل النائح.
آه ..
لا لا !
هي دموع النساء في موسم الحرائق
حين صمتت السماء ،
و خرجت القبيلة في رقصة القربان.
الأقنعة تهب نفسها للرقص ،
و الأنفاس النارية تخفي
بكاء القلوب الهشة..
و في إيقاعها الناري تنادي :
هنا حين تمطر ،
و الشمس مشرقة ...
تكون هناك في غابة ما
في سورية ...
لبوة على وشك
أن تضع شبلها..
و هنا ،
كزئير ..
من يسمعه سيبقى على
قيد الحياة
بردا و سلاما بلدي الحبيب سورية
فادي جميل سيدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.