الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020

قرفصة البكاء بقلم فادي سيدو

 قرفصة البكاء

فادي سيدو

تريد أن تتركني في السواد 
وحدي ...
و قد اكتفيت من الأحزان .
أما أنا ...
فأريد أن أسكب الأبيض 
على الجدران ...
كي ألمح 
غبار الذنوب القادمة .
يا إلهي !
نحتاج لمعجزة كي نعود إلى "إنسان"
إنها سورية و نحن منها ..
سورية فلسفت لنا البكاء .
في ساحة المرجة 
أضعت وجهي ، 
فانظروا كيف فرط الله بي .
سوداء ...
غبراء ...
صفراء ...
خضراء القلب إلى الأبد .
****
الألوان التي تنحصر في عيونها 
في منتصف شمس البادية 
تكشف عن بشاعة البياض المزيف ،
و لسواد أرضي نصاعة الدهشة .
للروح أن ترتدي خواص الألوان ،
و للطين بشاعة الاختيار
و الظلام الذي أحب 
يتوضأ بماء الفجر و يذكرني .
****
الغريب أتى 
دعاني أن أغمض عيني ..
أصلي ..
أغرق في التراتيل ،
فسرق أرضي ،
و أطفالي ...
انسل مارقا خالص البياض
يتدفق في مسالك الحنين ،
ليمحو ما تبقى من ذكريات ...
لم يبق إلا أقنعة القبيلة 
لتهب نفسها للرقص ...
حزينة هذه القصيدة ،
تنمو في رخاوة القلب ..
كالوهم في مدارج الطبل النائح. 
آه ..
لا لا !
هي دموع النساء في موسم الحرائق 
حين صمتت السماء ،
و خرجت القبيلة في رقصة القربان. 
الأقنعة تهب نفسها للرقص ،
و الأنفاس النارية تخفي 
بكاء القلوب الهشة..
و في إيقاعها الناري تنادي : 
هنا حين تمطر ، 
و الشمس مشرقة ...
تكون هناك في غابة ما 
في سورية ...
لبوة على وشك 
أن تضع شبلها..
و هنا ،
كزئير ..
من يسمعه سيبقى على 
قيد الحياة 

بردا و سلاما بلدي الحبيب سورية 
فادي جميل سيدو

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.