الجمعة، 30 أكتوبر 2020

الفروسية(البطولة )في الشعر العربي بقلم:العربي لعرج

 الفروسية(البطولة )في الشعر العربي

نقصد هنا بالفروسية:،،البطولة والشهامة والنخوة والعفة ،قوةجمال الخلق ،الكرم والبسالة والشرف والشجاعة، وهي نعوت حرص عليها الإنسان العربي القديم.
كلها أوصاف عادة ماكان الناقد على الإنسان الذي تشتمل فيه المكارم والقيم والمزايا الحميدة التي ذكرناها.وقد نسمعها لذا العامة فيقولون شاعر تتوفر فيه جميع صفات الرجولة والكمال. 
ولقد اعتاد النقاد القدامى أمثال أبي سلام الجمحي 142ه أن يضم جامع نقده في كلمة فحل فسمى مجلده طبقات فحول الشعراء وجعل له طبقات مصنفة، وسار على منواله إبن سعد في مجلده الطبقات وهي صفة ووسام ومرتبة ودرجة يتحصن بها الشعراء، ونتفق عليها لذا القراء والبلغاء.
إذن فالفروسية أو البطولة في الشعر العربي صفة فطرية في ذات الموصوف تشبع بها شعراء القبيلة والأرياف وامتلكوا من الصلابة المادية والمعنوية ما لم يتأتى لكثير من الشعراء في جيلهم فاعتبر الشاعر الصحافي الذي يذيع أخبار القبيلة، والمحامي عن شرفها والجندي الذي يحمي حدودها. 
وهكذا ذاع صيت مجموعة من الشعراء الذين لمعوا واحتفظ التاريخ وأشاد بذكرهم بسبب حنكتهم وشخصيتهم القوية كالمهلهل الزير سالم من الشعراء الذين اشتهروا بالقوة والبسالة في حرب دامت بين بكر وتغلب كان الزير سالم بطلا من أبطالها حرب البسوس لمدة 40سنة، فارس مقدام حقيقي، ولو أن بعض النقاد عفا الله عنهم اتهموه بالكذب في شعره ولكن كما يقال أعذب الشعر أكذبه.
يقول الزير سالم:
كليب أنت الدنيا ومن فيها إن خليتها من يبقى واليها. 
وفي بيت آخر 
ذكريني يا يمامة
إن كنا قد نسينا
حتى اذا اشتدت رحانا رحاهم
طحناهم وكنا الطاحنينا 
وهذا نوع من الحماسة وإظهار البسالة يزرع الخوف والرعب في نفوس الآخرين، وهذه الملكة لن تتأتى إلا في شاعر غليظ القلب كالزير سالم. غير أنه رغم هذا لم تشفع لابن سلام في أن بضعه ضمن التصنيف الأول للسعراء الفحول وأدرجه في الطبقة الرابعة. 
البطولة والشجاعة كانت عنوانا عريضا في شعر الشاعر الفحل عمرو بن كلثوم زعيم التغلبيين في عصره، فارس مغوار، يشارك في الحرب ذوأنفة وعفة دافع عن شرفه وشرف قبيلته داخل براطن البكريين في خيمة الملك عمرو بن هند وقال قصيدته التي أصبحت شعارا لذا التغلبيين فيما بعد:
أبا هند فلا تعجل علينا وانظرنا نخبرك اليقينا 
بأنا نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا. 
سنأتي فيما بعد مع شاعر صنفه إبن سلام الجمحي ضمن الطبقة الأولى من فحول الشعراء، فارس مغوار عرف بالعفة والكرم والقوة والبسالة وأصبح أسطورة في الدفاع وسار على منواله في الفخر في الحرب محمود سامي البارودي 
يقول عنترة:
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
اغشى الوغى وأعف عند المغنم 
وهذه صفات تكفي ليحصل على الحرية وشرف القبيلة.
في هذه المرحلة بالضبط اشتهر صنف أدبي شعري آخر فرض نفسه في التاريخ الأدبي مجيدون، لكنهم ليسوا من الشرف وقوة المواقف النبيلة ثاروا وتمردو على الأعراف في الأرياف والطرق بغض النظر عن الظروف التي ساقتهم لذلك ولكن هم أبعد عن الفروسية والبطولة ثلاتة منهم الزعيم عروة بن الورد والشنفرى وتأبط شرا. 
عروة بن الورد ينهر زوجته:
دعني ونامي يا بنت منذر 
وإن لم تشتهي النوم فاسهري

فإني رأيت الناس شرهم الفقير. 
إذن فالصعاليك تجربة شعرية اجتماعية عميقة و لكنها لا تدخل ضمن موضوعنا.
اشتهرت البطولة والشجاعة في شعر حسان وهو يخاطب الآخرين لأنهم أسلموا فيما بعد 
عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء 
فحسان شاعر فحل ادرجه إبن سلام وابن سعد في الطبقات ولكن الناقد الكبير والتقي الأصمعي قال فيه
كان الأصمعي فحلا من فحول الجاهلية و لكن عندما دخل الإسلام لان شعره.
فالفروسية والبطولة شكلت مضمونا قاءم الذات في الشعر العربي وافتخر الشعراء بأنسابهم وأشعارهم وكانت الحماسة مدرسة منقوشة الذات أخدت قسطا وافرا من أقلام النقاد ونحن في هذه الدراسة لا نتعرض للشكل وإنما فحوى المضمون، قصد إعادة القوة والمتانة والقيمة للقصيدة الحديثة التي تخلت عن المضامن القديمة. 
إذن فالبطولة والفخر تزيد من حماس الشعوب والقبائل التي كانت انداك تستعد للحروب للذوذ عن عرينها هكذا أنشد أبو تمام أمام المعتصم في فتح عمورية يثير النعرة والحمية في الجيش 
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب 
ولكن هذه الصفة من الشجاعة ما كانت صفة لازمة في شخصية أبي تمام ولكنه كان مداحا فقط لا يمتلك كن القوة ما يشفع له في الحروب، ولكنه امتلك قوة الكلمة والصنعة في عصره الشيء الذي جعل الحسن بن رجاء يقول ما رأيت أحدا قط،أعلم بجيد الشعر في عصره.
ولكن النقاد اختلفوا فيمن هو أشعر أبي تمام أم البحتري ولكنما شاعران أمتعا عصرهما بالكلمة المعبرة اللذيذة، فكلاهما صاحب الحماسة في الشعر يقول أبو تمام:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي
بنوا اللقيطة من ذهل بن شيبانا. 
وتحمس البحتري فقال:
أبت لي عفتي وأبي إباءي 
وأخذي الحمد بالثمن الربيح .
هذا البيتان لهما من القوة والمتانة في تاريخ الشعر العربي ،ولكن الشاعران يمتلكان لسانا وليس قوة أو شجاعة إذا قارناهما بعنترة الذي كان يتوغل في الحروب ويسير على منوالهم المتنبي الذي لا يجاريه أحد في فنون القول ولكنه لسان يعبر عنه هذا البيت:
الخيل والليل والبيداء تعرفنيي 
والسيف والرمح والقرطاس والقلم.
ولكن الشاعر لا يحسن التعامل مع المواقف كلما تحامل عليه الاعداء في الأمصار فر إلى بلد آخر. 
وعندما سءل المعري عن أشعر العرب 
أجاب البحتري وابا تمام حكيمان والشاعر المتنبي. 
إذن المتنبي يمتلك الشعر ولا يمتلك الشجاعة لذا قتل في الصحراء. 
من الشعراء الذين اشتهروا بالشجاعة الطغراءي من شعراء الأندلس يقول:
أصالة الرأي صانتني لذا الخطل 
وحلية الفضل زانتني إذا العطل 
ومجدي أولا وأخيرا شرع والشمس
رأد الضحى كالشمس في الطفل. 
هذا كان من سير بطولات الشعراء الأولين أظهروا من الفروسية والبطولة مما استحقوا التتويج والتكريم والإشادة بهم عبر التاريخ الأدبي. 
بقلمي:العربي لعرج
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.