( لا تَحزَني )
في شَرقِنا لا يُقتَلُ في عُمقِنا الأمَلُ
ولا تَموتُ الأماني ... أو عِنوَةً تَرحَلُ
في شَرقِنا عَواطِفُُ لا تَنتَهي أو تَذبُلُ
من فَيضِها ... أحلامنا دائِماً من رَوضِها نَنهَلُ
عُقولنا من خَلفِها تَرقُدُ ... تَستَريحُ ... يَشوقها الكَسَلُ
تَقولُ ... ما شأننا بالفِكر إن يَكُن سِوانا يُخَطٌِطُ ... يُفَصٌِلُ
تَجَمٌَدَت تِلكَ العُقول ... يا لَهُ بُؤسها ... متى إذاً تَعمَلُ
يا غادَةً في زَعمِها قَد مَسٌَها التَخاذُلُ
غَدَرَ بِها الحَبيب ... حَياتَها لَم تَعُد تَستَأهِلُ
يا لَرَوعَتِها في قَدٌِها ... في لَحظِها وجَفنِها المُسدَلُ
فأيٌُ عاطِفَةٍ في شَرقِنا ... لِفِكرِنا تُلهِمُ ؟
إذ كَيفَ تَهوَينَهُ ... إن يَكُن في خُلقِهِ سَقَمُ ؟
لا تَنتَهي حَياتَكِ يا غادَةً ... من غَدرِهِ حينَما يَنقُمُ
لا تَركَبي مَوجَةَ التَشاؤُمِ ... وهو غافِلُُ لا يَعلَمُ
فَعَسى أن تَكرَهي قَدَراً ... رُبٌَما من غَيرِهِ أرحَمُ
شاهَدتها في رَوضِها تَشتَكي ... وتَلطُمُ
سألتَها ... إلى مَتَى الأحزان ... وحِزنُكِ من طَعمِهِ العَلقَمُ ؟
جَفٌِفي دَمعَكِ ... هَل شاقَكِ ... في التافِهٍ النَدَمُ ؟
فَرَدٌَدَت ... يا وَيحَهُ كَيفَ يَنتَقِمُ ؟
لَم أُسِئ أبَداً ... بَل كانَ لي حُلُمُ
أجَبتَها لِتَنهَضِِ من غَفلَةٍ ... إنٌَ فارِسَكِ في طَبعِهِ صَنَمُ
لا خَلاقَ لَهُ ... وما لَهُ في غَدرِهِ ... مَن يَلجُمُ
جيناتهُ من فَصيلَةِ الذِئاب ... بَل عَلٌَها أجرَمُ
تَبَسٌَمَت وأومَأت في رَأسِها ... تَقولُ لي يا لَيتَني مِثلكَ للغادِرينَ أفهَمُ
أشرَقَ وَجهها ... من لَحظِها رَمَقَت ... يا لَها الأسهُمُ
وأسبَلَت لي جَفنَها ... لِلنارِ في مُهجَتي تُضرِمُ
فَكَيفَ إن أسبَلَت غادَتي ؟ ... وأوقَدَت في دَمي تِلكُمُ الحِمَمُ ؟
يا ويلهُ بَعلَها من فارِسٍ ... حينَما من الجَمالِ يُهزَمُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.